رغم التعاون والتنسيق الأمني المكثف بين مصالح الاستخبارات المغربية والإسبانية في السنوات الأخيرة، إلا أن بعض التسريبات والأحكام القضائية الأخيرة في الجارة الشمالية تكشف عن مدى حذر وتوجس المخابرات الإسبانية من نظيراتها المغربية، إذ أقدم مركز الاستخبارات الإسباني في دجنبر 2014 بطرد عميل رفض الكشف عن هويته، مكتفيا بذكر الرقم الذي يعرف به "NIP 8882″، للاشتباه في ربطه علاقات بمن ادعى أنه من "رجالات تابعين لمصالح الاستخبارات المغربية". في هذا الصدد، أوردت صحيفتا "آ ب س" وموقع "لاإنفورماثيون" الإسبانيين، اليوم الثلاثاء، أن "المحكمة الوطنية الإسبانية أكدت طرد مركز الوطني للاستخبارات (CNI) لمخبر تحت رقم هوية NIP 8882 نظرا إلى غياب "الولاء والثقة"، ولإمكانية تشكيله "خطرا كبيرا" على المصالح الإسبانية، بسبب العلاقات التي كانت له مع أشخاص آخرين مرتبطين بأجهزة الاستخبارات المغربية أو الإسلام الراديكالي.". من جهتها، كشفت تسريبات إسبانية أن الأمر يتعلق بعميل – مترجم التحق بمركز الاستخبارات سنة 2007، مرجحة أن يكون سبب طرده هو وجود علاقات تربطه بعناصر متشددة منذ أيام دراسته في الجامعة، ومستبعدة في الوقت نفسه أن يكون السبب الرئيس هو ارتباطه ببعض رجال الاستخبارات المغربية. هذا، ومن المنتظر أن يستأنف العميل رقم "NIP 8882" قرار طرده لدى المحكمة العليا التي تكتفي في الغالب، بتأكيد قرار المحكمة الوطنية عندما يتعلق الأمر بقرارات مرتبطة ب "أمن الدولة". تجدر الإشارة أن المحكمة العليا الإسبانية قررت، في نونبر الماضي، طرد رئيس اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية بإقليم كتالونيا، نور الدين الزياني، استنادا إلى تقرير قدمه مركز المخابرات الإسبانية ضد الزياني يتهمه فيه ب"التجسس والتعاون مع جهاز الاستخبارات المغربية منذ سنة 2000″، مؤيدة بذلك الحكم الصادر عن المحكمة الوطنية.