رغم مرور ثلاثة أشهر على الاعتداءات الارهابية التي هزت مناطقة متفرقة من عاصمة الأنوار، لا يزال المغربي عمر دموغي، حارس أمن خاص بملعب فرنسا، الذي شهد تفجيرات إرهابية، يعيش صدمة كبيرة، حيث حكى في لقاء مصور، بث، أمس الأربعاء، على شاشة "BFMTV" البلجيكية، تفاصيل ما وقع تلك الليلة السوداء، مؤكدا أنه حال دون وقوع "مجزرة" بعد منعه الانتحاري بلال حذفي من الدخول إلى الملعب. وبنفس متقطع وصدمة بارزة على ملامح وجهه النحيف حكى عمر :"وأنا واقف خلف الجمهور، رأيت شابا يبلغ من العمر 23 أو 24 سنة ينظر إلي مباشرة، ظننت في الوهلة الأولى أنه شرطي بملابس مدنية"، لكنه في الواقع كان أحد الانتحاريين الثلاثة بأحزمة ناسفة"، مضيفا :"كان يرتدي سترة سوداء وسروال جينز، ويبدو عليه ارتباك كبير جدا، ظل يتحرك ذهابا وإيابا أمام بوابة الملعب، في محاولة منه للدخول". حركة الانتحاري المثيرة للفضول، دفعت الحارس المغربي إلى أمره بالوقوف :"تحرك خطوتين من مكانه إلى الوراء، وفجر نفسه ليتساقط جسده قطعا صغيرة وسط بركة دماء"، مردفا بعدما أغمض عيناه وسحب الهواء إلى رئتيه في نفس عميق "كان ليتحول المعلب إلى مجزرة". بعد ما شهدته عيناه، دخل الأب المغربي لابنة في ربيعها الثاني، في حالة صدمة، ولا يزال يعيد ترتيب المشاهد الذي وقعت في تلك الليلة الدامية :"أتذكر دائما رجلا نبيلا من أوروبا، كان يطلب النجدة.. لكنني لم أستطع مساعدته بعد الانفجار الثاني، كنت لا أستطيع تحريك رجلي"، مسترسلا بحزن عميق :"توفي بعد 5 دقائق، وصورته لا تفارقني طول اليوم". ورغم زيارته لطبيب نفسي، ومكوثه في مستشفى للامراض العقلية، إلا أنه يعترف أن حالته ليست على ما يرام :"لست بخير، أقوم بالضغط على أسناني حتى تنزف"، ليختم بالقول "لا أعرف ما إذا كنت ضحية ما وقع أم لا.. لكنني أتألم".