بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"        الرباط: المنظمة العربية للطيران المدني تعقد اجتماعات مكتبها التنفيذي        28 ناجيا من تحطم طائرة بكازاخستان    مسؤول روسي: المغرب ضمن الدول ال20 المهتمة بالانضمام إلى مجموعة "بريكس"    التوحيد والإصلاح: نثمن تعديل المدونة    بلاغ رسمي من إدارة نادي المغرب أتلتيك تطوان: توضيحات حول تصريحات المدرب عبد العزيز العامري    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    بعد تتويجه بطلا للشتاء.. نهضة بركان بالمحمدية لإنهاء الشطر الأول بطريقة مثالية    الوداد يطرح تذاكر مباراته أمام المغرب الفاسي    تأجيل محاكمة عزيز غالي إثر شكاية تتهمه بالمس بالوحدة الترابية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    الريسوني: مقترحات التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة قد تُلزم المرأة بدفع المهر للرجل في المستقبل    الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني: التحفيز والتأديب الوظيفي آليات الحكامة الرشيدة    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    "ميسوجينية" سليمان الريسوني    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ترامب عازم على تطبيق الإعدام ضد المغتصبين    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    بنحمزة: الأسرة تحظى بالأهمية في فكر أمير المؤمنين .. وسقف الاجتهاد مُطلق    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ونجح الاتحاد في جمع كل الاشتراكيين! .. اِشهدْ يا وطن، اِشهدْ يا عالم    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    الخيانة الزوجية تسفر عن إعتقال زوج وخليلته متلبسين داخل منزل بوسط الجديدة    إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة    ‬برادة يدافع عن نتائج "مدارس الريادة"    "ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول    الاعلان عن الدورة الثانية لمهرجان AZEMM'ART للفنون التشكيلية والموسيقى    العلوم الاجتماعية والفن المعاصر في ندوة بمعهد الفنون الجميلة بتطوان    الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : البحاثة محمد الفاسي : مؤرخ الأدب والفنون ومحقق التراث        ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظاهرة تحرش الفتيات جنسيا بزميلاتهن تغزو المدارس الثانوية
بعض الأستاذات يستغللن سذاجة التلميذات من أجل جرهن إلى فراش الشذوذ
نشر في المساء يوم 01 - 05 - 2011

لم يعد منظر فتاة وهي تضع يدها في يد صديقتها أمرا «عاديا»، فقد يحمل في طياته أمورا أخرى... فتيات اخترن أن يكُنّ شاذات، لأسباب مختلفة، لكنهن ارتمين في أحضان
مراهقات مثلهن، حتى إشعار آخر. قصص وشخوص مختلفة، لكنها تجتمع كلها لتقول إن الشذوذ الجنسي ينتشر في مدارسنا.
كانت «أمل»، ذات الشعر الأسود الطويل الذي تخترقه خصلات شقراء، جالسة على الدرج قرب ساحة الثانوية تنتظر صديقتها «سعاد»، لكنها بدأت تنزعج من إحدى التلميذات التي كانت تلاحقها بنظراتها الغربية. «أمل» تلميذة في السنة الثانية بكالوريا -تخصص علوم فيزيائية. لم تستوعب سبب إصرار تلك الشابة على عدم إبعاد بصرها عنها: «صدمت من جمال الفتاة التي لم ترد أن تبعد نظرها عني»، تقول أمل. «لحظة من فضلك»، قالت «عبير» ل«أمل»، وقد اقتربت منها. استمعت «أمل» إلى طلب التلميذة وهما تتمشيان في ساحة المدرسة، وسط صفوف التلاميذ. «أنا معجبة بك»، قالت «عبير» ل«أمل»، التي صُدِمت من التلميذة الجديدة في المدرسة: «كنت أحس أن نظراتها غريبة، لكنني لم أكن أتصور أنها شاذة»، تقول «أمل» باستهجان، قبل أن تتابع: «الغريب في الأمر أنها فتاة جميلة وغير مسترجلة». ف«عبير» لا تدخل، حسب قول «أمل»، ضمن شريحة الفتيات اللواتي يُعرَفن في الثانويات بميولاتهن الجنسية، الشاذة إذ أنهن يكن مسترجلات، خاصة بالنسبة إلى اللائي يخترن لعب دور «الجنس الآخر» في العلاقة...
تنتشر هذه الظاهرة على الخصوص في صفوف فتيات «عبَدة الشيطان» أو الفتيات اللواتي ينتمين إلى فرق موسيقية تعشق «الروك» أو «البانك». «في الثانوية التي أدرس فيها، أعرف مجموعة من الفتيات الشاذات»، تقول «أمل» وتسترسل: «هناك فتيات يتحرّشن، علنا، بزميلاتهن». وتضيف «أمل» أن الثانويات المغربية صارت لا تخلو من هذا «النوع» من الفتيات وتوضح أنها صُدمت في إحدى المرات عندما رأت فتاتين في السنة الأخيرة من التعليم الثانوي تتبادلان القبل في الساحة المخصصة للعب رياضة كرة اليد، مما جعل هذه الفتاة تحتاط في علاقاتها مع الفتيات وتفضل عدم التقرب منهن بشكل كبير، حتى لا تتعرض للتحرش «راهْ ما كايبانش فيهومْ داكشّي، ولهذا أفضل اتخاذ احتياطتي»...
«لا أشعر بأي انجذاب
تجاه الجنس الآخر»
«كنت متوجهة إلى مرحاض المدرسة، فإذا بشابة تعترض طريقي»، تقول «نرجس» (اسم مستعار) وهي تتذكر الحادث الذي تعرضت له في الثانوية التي تدرس فيها. لم تفهم، في البداية، ما الذي كانت تريده منها زميلتها في الدراسة، خاصة أنه لم يسبق لهما أن تشاجرتا أو كانت بينهما معرفة مسبقة. ستتضاعف صدمتها بعدما بدأت الشابة توجه لها سيلا من «الغزل»، ثم حاولت لمس أجزاء حساسة من جسم «نرجس»... «أحسست بالخوف ودخلت المرحاض بسرعة وأغلقت علي الباب بإحكام، خوفاً من دخولها»...
مرت أيام وجاءت الشابة لتقدم الاعتذار من زميلتها في المدرسة: «قبلت اعتذارها وأصبحنا صديقتين مقربتين»، تقول «نرجس»، التي أصبحت تستقبل رفيقتها في منزلها. وخلال هذه الفترة، كانت الشابة تتقرب من زميلتها في الدراسة، فتارة تحاول لمس شعرها، بطريقة «عفوية» أو تلمس جسمها بطريقة مثيرة تحاول أن تظهر أنها غير مفتعَلة: «أحبك ولا أستطيع العيش بدونك»، قالت التلميذة ل«نرجس»، التي صدمت ساعتها من قول صديقتها: «حاولتُ أن أنهي علاقتي بها لكنها كانت تصرّ على الاتصال بي وعلى ترك رسائل على «فيسبوك» و«ميسنجر»، تقول «نرجس». على أن إلحاح صديقة «نرجس» لم يذهب سدى، إذ وجدت هذه الأخيرة نفسها تنساق معها في نفس الاتجاه: «نحن «حبيبتان» منذ سنة تقريبا»، تقول «نرجس»، التي تدرس في السنة الثانية بكالوريا، قبل أن تضيف: «لم أندم على قراري، خاصة أنني لا أشعر بأي انجذاب تجاه الجنس الآخر، لقد اكتشفتُ من أكون فعلا ووجودي مع صديقتي يُشعرني بالأمان، كما أن علاقتنا يسودها الحب والوئام الذي لا أعيشه حتى مع أسرتي.. والأهم من ذلك كله أنه لا أحد يمكنه أن يشك في علاقتنا حتى ولو أمضينا الليلة في نفس الغرفة»، تقول «نرجس»، مبتسمة.
«ما كاينشْ اللّي كايفهمْ
البنت قد البنتْ»...
ليست «نرجس» التلميذة الوحيدة التي اكتشفت ميولاتها الشاذة خلال فترة الدراسة التأهيلية، فقصة «كوثر» تتقاطع، نوعا ما، مع قصة التلميذة «نرجس»، التي وجدت راحتها في شذوذها الجنسي، رغم أن «كوثر»، وبعد سنوات من الشذوذ الجنسي، ستجد نفسها متزوجة من رجل يعرف أنها كانت، في فترة من الفترات، تميل إلى بنات جنسها. تتذكر «كوثر» قصة حبها مع صديقتها في الدراسة: «كان الجميع يعلم أنها شاذة»، تقول «كوثر»، وهي تتحدث عن صديقتها، التي كانت تصرح أمام الملأ بميولها الشاذ: «حتى ملابسها وتصرفاتها كانت تشير إلى أنها شاذة»، تقول «كوثر»، وهي تحكي قصة حبها مع زميلتها في حجرات الدراسة في إحدى ثانويات مدينة سلا. كانت الشابة جد خدومة ومتفهمة، حاولت التقرب من «كوثر» وصديقاتها، وبعدما تحولت إلى صديقة مقربة منهن، صارحت «كوثر» بأنها تحبها: «كانبغيكْ وبغيتكْ تكوني ليا»، قالت «فدوى» ل«كوثر»، التي لم تستوعب، في البداية، طلب صديقتها. بعد فترة، وجدت «كوثر» نفسها تستجيب لطلب صديقتها: «ما كاينشْ اللّي كا يفهم البنت قد البنت»، تقول «كوثر»، التي تعترف بأن أول علاقة جنسية لها كانت مع فتاة مثلها. تزوجت «كوثر»، وبعد أكثر من 8 سنوات من عيش حياة الشاذات جنسيا، لتعيش حياة «عادية»: «أريد أن أنجب طفلا يقول لي ماما»، تقول «كوثر»، متحدثة عن سبب اختيارها الزواج برجل في نهاية المطاف، وتوضح أنها لو كانت في بلد آخر يحترم اختيارات كل فرد دون أن يعرضه للتضييق والتهميش، لتزوجت بحبيبتها السابقة، وقامت بتبني أحد الأطفال وعاشت حياتها كما يحلو لها، دون الالتزام ب«القواعد» التي يفرضها مجتمعها.
أنا وزوجي وحبيبتي
زوج «كوثر» ليس الوحيد الذي يعلم بشذوذ زوجته، مع بعض الاختلاف، فالأول تزوج وهو يعلم بشذوذها، لأنه كان صديقا للشابتين، أما رجل آخر فلم يعلم بالأمر إلا بعد سنة من الزواج. تزوجت «سامية» رغم أنها سحاقية. وقد كان زوجها يشك في ميولاتها لكنه كان ينتظر الحجة والدليل: «عندما شك زوجي في شذوذي الجنسي، لم يصارحني في البداية، بل ظل يراقبني حتى ضبطني في الفراش مع صديقة سحاقية»، تقول «سامية»، وهي تسرد تفاصيل قصتها، بحنق وحرقة. لم تنته قصة «سامية» بعد ضبطها من طرف زوجها في الفراش مع شابة من جنسها، بل اغتنم هذه الفرصة ليحقق إحدى نزواته: «طلب مضاجعتنا معا»... تقول «سامية». ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل استمر هذا الرجل في فرض رغباته على زوجته، وفي كل مرة، كان يطلب منها أن تستدعي صديقتها إلى البيت لكي يفرغ نزواته: «في كل مرة، يهددني بالفضيحة إنْ رفضتُ الاستجابة لمطالبه». حاولت «سامية»، التي سئمت من رغبات زوجها، أن تتخلص من نزعتها الشاذة، لكنْ بدون جدوى: «أعلم أن ما أقوم به أمر خارج عن إرادتي. لقد خلقني ربي هكذا فما هو ذنبي؟»، تتساءل «سامية».
اكتشفت هذه المرأة ميولاتها الشاذة الجنسية خلال فترة المراهقة، وبالضبط خلال دراستها في السنة الثالثة إعدادي، تقول «سامية» وهي تسترجع شريط الذكريات: «كنت أغار على إحدى صديقاتي في المدرسة». ولم تكن الغيرة هي الشعور الوحيد الذي يطبع علاقة الصداقة هذه فقد كانت «سامية» لا تفارق هذه التلميذة: «كنت أبيت الليل في الغالب عندها»، تقول «سامية»، إلى ذلك اليوم الذي سيشكل منعرجا في حياة «سامية»: «كنت أمرر أصابعي بين خصلات شعرها، وإذا بي ألمس بعض الأماكن الحساسة»، تقول «سامية»، قبل أن تضيف: «لم تعترض على ما قمت به فكانت بدايةَ علاقتنا»... استمرت العلاقة لمدة طويلة، عاشت من خلالها أهم وأجمل فترات حياتها، كما تصفها «سامية»، التي ندمت كثيرا على هذا الأمر، الذي غيّر مجرى حياتها وجعلها تعيش حاليا حياة عصيبة وقاسية، لاسيما بعد اكتشاف زوجها هذا الأمر.
معاناة بعد الفراق
«كوثر»، «سامية» وأخريات هن الفتيات الشاذات اللواتي اخترن الزواج، رغم من أنهن اكتشفن شذوذهن الجنسي خلال فترات المراهقة، لكن انتقال هؤلاء الفتيات من عالم المثلية إلى الحياة الجنسية الطبيعية، التي تفترض وجود علاقة جنسية بين شخصين من جنسين مختلفين، تكون له آثاره السلبية على الفتيات اللواتي خضن تجارب شاذة لفترة من الفترات.. تحكي «لبنى»، التي خرجت من علاقة حب شاذة بآثار نفسية وخيمة، قصتها، بحنق وحرقة: «مشكلتي أنني أحببت صديقة لي منذ سنوات طويلة، وأنا أتألم منذ افتراقنا» تبكي «لبنى» وهي تتحدث بحرقة عن فقدان شخص عزيز. استمرت علاقة «لبنى» (20 سنة) بصديقتها طيلة سنوات: «ملكتْ وجداني وكانت دائما الطرف الذي يطلب ويأمر، وأنا أطيع، وكثيرا ما كانت تحدث بيننا خلافات بسبب غيرتها الشديدة، وكانت تحبني بجنون وتتألم حين أحاول الابتعاد عنها»، تقول «لبنى» وهي تسترجع شريط ذكرياتها، قبل أن تضيف: «تزوجت صديقتي وانقلبت أحوالها وتشبثت بقرار الفراق». فراق بعد 5 سنوات كانت «لبنى» مجبرة على قبوله، لكنها لم تستطع أن تتحمل آلام الفراق وأصبحت تتردد دائما على الأطباء، بسبب أوجاع ليست عضوية بقدر ما هي نفسية، «لاحقتني الآلام الجسدية والنفسية، آلام في الرأس والعينين، زرت مجموعة من الأطباء بدون نتيجة». ليست قصة «لبنى» مع الشذوذ الجنسي وليدة اليوم، بل ترجع إلى طفولتها: «منذ صغري، كنت أحب الاختلاط بالفتيات، ومرور السنين، أصبحت أشعر أنني أشعر بارتياح كلما كنت أنفرد بفتاة من اللواتي كنت أصادقهن»، تقول «لبنى»، قبل أن تضيف: «لم أكن أنا العاشقة في بداية الأمر، بل كنت معشوقة وبعد أن شعرت بدفء وصدق أحاسيسها، بدأت أبادلها الحب».
اكتشفت ميولاتها الجنسية الشاذة عن طريق المعلمة
كانت «إلهام» تلميذة جميلة ونجيبة وكانت ذات حظوة لدى أغلب الأساتذة، بفضل اجتهادها المتواصل، لكنها كانت التلميذة الوحيدة التي تحظى ب«اهتمام» إحدى المعلمات، التي عرف عنها حزمها. توطدت علاقة التلميذة بأستاذتها، ذات ال28 ربيعا: «يمكنك المجيء إلى منزلي إن احتجت إلى أي مساعدة»، قالت الأستاذة لتلميذتها، التي بدأت تتردد على منزل مدرستها بين الحين والآخر. وفي إحدى المرات لم يكن زوجها في المنزل وشرعتا في الضحك والمسامرة: «واصلنا الضحك وطلبت مني الصعود معها إلى غرفة النوم، لكي أشاهد مقتنياتها الأخيرة من الملابس». لم تتردد ووافقت على الفور. «أخذتْ تُخرج الملابس من الخزانة وأنا جالسة على الأريكة.. قامت بخلع ملابسها وبقيت في ملابسها الداخلية، قبل أن تقوم بتجريب ملابسها الجديدة أمامي.. هل تعرفين عمل مساج»، قالت الأساتذة لتلميذتها، وهي في ملابسها الداخلية، بعدما أنهت عملية تغيير الملابس، قبل أن تردف: «أشعر بألم في أسفل الظهر».. قبلت التلميذة طلب أساتذتها: «صراحة، كنت أرغب في لمس جسدها دون معرفة السبب»، تقول «إلهام». تمددت الأستاذة على سريرها وباشرت «إلهام» حركات التدليك، خاصة أسفل الظهر: «قمت بتدليك جسمها وأنا أشعر بسيل من الحرارة يتدفق إلى جسمي».. انتهت الشابة من عملية التدليك وجاء دور الأساتذة لرد «الجميل» فأخبرتها أنها تجيد «المساج» وطلبت منها الاستلقاء لكي تدلك جسدها: «لم أمانع وقبل أن أستلقي، طلبت مني خلع ملابسي.. بقيت بالملابس الداخلية وبدأت عمل المساج»، تقول «إلهام»، التي تابعت سرد قصتها قائلة: «كانت تحرص على الاقتراب من الأماكن الحساسة.. لم أقاوم واستسلمت»... تطورت العلاقة وتكررت الزيارات: «بعد سنة، تركتُ معلمتي، لأن اهتمامها بدأ يقل»، تضيف «إلهام»، وهي تسترجع شريط ذكرياتها.
«أمارس حياتي الجنسية كما أريد»
لم تهتم «سهام»، يوما، بتوجهات ورغبات قريناتها، فهذه الفتاة المراهقة تبحث دوما عن الاختلاف حتى ولو ابتعد ذلك عن مبادئ المجتمع الذي تعيش فيه. تحب «سهام» ارتداء اللون الأسود باستمرار والاستماع إلى موسيقى «الروك»، كما أنها تعشق مشاهدة أفلام الرعب وحضور حفلات التنكر التي ينظمها أصدقاؤها. «الحياة جميلة ويجب أن نستمتع بجميع اللحظات»، هكذا تعبر «سهام» عن شغفها بالحياة وبالمغامرة. تتحدر «سهام» من عائلة ميسورة الحال، توفر لها تعليما في البعثات الفرنسية، كما تقدم لها كل ما تحتاجه وذلك يجعلها تتمتع بالحرية والاستقلالية، رغم صغر سنها: «أنا منفتحة جدا على الثقافة الأوربية، وهذا ما يجعلني أمارس حياتي الجنسية كما أريد». تحب «سهام» ممارسة الجنس مع الشباب من سنها، كما أنها تميل إلى الفتيات أيضا. تسرد وقائع إحدى علاقاتها الجنسية قائلة: «في أحد الأيام، كنت أجلس برفقة صديقتي وصديقي في بيته على الشاطئ وشاهدنا أحد الأفلام الإباحية على الأنترنت».. أثار ذلك رغبة جنسية لديهم وجعلهم يمارسون الجنس مجتمعين. وهذه كانت أول مرة تمارس فيها «سهام» الجنس مع فتاة. لكن الأمر أعجبها، خصوصا أنها تؤمن بالانفتاح الجنسي.. وتدافع «سهام» باستماتة عن اختيارها وقناعاتها وتحاول تبريرها بشتى الوسائل، لكنها، في نفس الوقت، لا تجرؤ على إخبار أسرتها بالأمر، رغم أنها تؤمن بحرية الاختلاف وبالتحرر وبأن لكل شخص الحق في أن يقوم بما يريده، حتى ولو تجاوز حدود محيطه.
«لا أطيق أن يلمسني رجل»
في أحد أركان مستودع الملابس الخاص بالفتيات، جلست «مارية» (15 سنة)، لتغير ملابسها بعد حصة الرياضة، ونظراتها تراقب، بدقة فائقة، صديقتها في الدراسة، تتابع خطواتها، حركاتها وسكناتها: «خليني نْصاوب ليك القاميجة ديالكْ، راها عوجة». هكذا خاطبت «مارية» صديقتها، من أجل التقرب منها أكثر. لمست «مارية» عنق صديقتها، محاولة مغازلتها، وضعت يدها على كتفيها وداعبتها برقة. ابتعدت «فاطمة الزهراء»، خوفا من نظرات «مارية» التي تجاوزت حدود «المألوف»... «تعجبني فاطمة الزهراء منذ بداية العام الدراسي ولكنها تبتعد عني دائما»، هكذا تتحدث «مارية» عن إعجابها بزميلتها في الدراسة وتؤكد أنها تجدها مختلفة تماما عن باقي الفتيات، فهي هادئة والابتسامة لا تفارق محياها.
تفسر هذه المراهقة ميولها الجنسي إلى الفتيات بكرها الرجال، فهذه الفتاة تعيش وسط أسرة غير مستقرة (والداها غير متفاهمين ويعنف والدها أمها دائما أمام أعين جميع أفراد العائلة): «تعرضتُ وأمي لجميع أنواع العنف المادي والمعنوي من طرف أبي»، تقول «مارية»، بحسرة وألم، وتشير إلى أنها صارت تمقت الرجال. صمتت «مارية» لدقائق معدودة وبدأت تسترجع ذكريات الطفولة، والدموع تتلألأ في عينيها. بحنق، تتفوه بكلمات متقطعة، قبل أن تفسر سبب مأساتها: «تعرضت لاعتداء جنسي في سن العاشرة، الأمر الذي جعلني لا أطيق فكرة أن يلمسني رجل». إلى حدود اليوم، لا تعلم والدة «مارية» شيئا عن هذه الحادثة التي غيرت مجرى حياة ابنتها. كما أنها لا تعلم شيئا عن ميولات ابنتها الجنسية، رغم أنها تستضيف فتيات في البيت وتبيت معهن في نفس الغرفة.
أم تشكو بألم اكتشافها شذوذ ابنها المراهق
قد يكون السحاق أكثر تمظهرا من اللواط في المدارس المغربية، خاصة في مجتمع ذكوري يُلصق بالرجل صفة «الفحولة». لكن هذا لا يخفي أن الشذوذ الجنسي حاضرة في صفوف تلاميذ المغرب أيضا. يبلغ ابن «فاطمة» من العمر 18 سنة ويدرس في السنة الثانية ثانوي. تحكي «فاطمة» قصة ابنها مع الشذوذ الجنسي والدموع تنهمر من عينيها: «قبل سنوات، بدأتُ ألاحظ أن ابني طرأت عليه بعض التغييرات، فقد أصبح يهتم ببشرته وأناقته كثيرا»، تقول «فاطمة» قبل أن تضيف: «كان يستعمل في بعض الأحيان نفس الكريمات التي أستخدمها ولا يخرج من المنزل قبل أن يمضي أمام المرأة أكثر من ربع ساعة». ساور الشك هذه الأم حول سلوك ابنها، لكنها لم ترد أن تصدق حدسها، بل ظلت تكذبه: «كنت أقول في قرارة نفسي إنه ربما يحب الاعتناء بمظهره ليثير إعجاب البنات»، تقول هذه الأم، التي واصلت حديثها مسترسلة: «لقد كنت بليدة». استمرت الأم في تجاهل شكها لسنتين، إلى أن وصلتها رسالة من زميل ابنها في المدرسة يتغزل فيها بابنها المنحرف ويعبر له عن «حبه» العميق: «كانت الصدمة كبيرة وأنا أقرأ ما كتب في تلك الرسالة». أغمي على الأم، بسبب انخفاض في معدل ضغط الدم، لكنها أخفت الأمر على الابن، مخافة عواقب سيئة: «لا أريد إبلاغ الأب حتى لا أدمر ابني نهائيا»، تقول الأم وهي تبكي.. تمسح دموعها وتواصل حديثها، عن سبب رفضها إخبار زوجها بالميولات الجنسية الشاذة لابنها «لأن زوجي لا يعرف «التفاهم» وسيزيد الابن انحرافا»... لذلك قررت هذه الأم أن تلجأ إلى علاج ابنها مما هو فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.