يشارك الجيش المغربي ابتداء من اليوم الاثنين وإلى غاية 29 من فبراير الشهر الجاري، في مناورات عسكرية خاصة إلى جانب جيوش من 18 بلدا آخر، في كل من موريتانياوالسنغال، بهدف التدرب على كيفية التعامل مع التحديات والتهديدات الإرهابية، في وقت حساس، تعيش فيه منطقة الساحل على إيقاع الهجمات المتكررة لجهاديين ينتمون إلى تنظيمات إرهابية مثل «بوكو حرام» و»تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، وكذا سعي تنظيمات أخرى ك»داعش» إلى توسيع نفوذها في المنطقة عبر ليبيا، من خلال تحالفات جهادية، مما يشكلا خطرا حقيقيا على دول الجوار مثل المغرب والجزائر (…)، حسب مصادر أمريكية وإسبانية. في هذا الصدد، شدد الخبير في الشؤون الأمنية، عبد الرحمان المكاوي، على أن مشاركة المغرب في هذه المناورة الخاصة، التي ستجرى في المنطقة الصحراوية لموريتانيا وشمال السنغال، على أنها رسالة موجهة إلى الجماعات السلفية الجهادية في منطقة الساحل. كما أنها تدخل في إطار التكتيكات العسكرية والأمنية لمواجهات الجماعات الإرهابية في المنطقة، خاصة القاعدة، إضافة إلى المتحالفين «داعش» و»بوكو حرام» اللتين ابتدعتا أساليب جديدة في القتال». مضيفا أن المغرب كدولة مستهدف من قبل هذه الجماعات، لذلك يريد الاستفادة من التكتيكات العسكرية الجديدة، وخاصة في تحول الجيوش التقليدية إلى «كوماندوهات» صغيرة تتأقلم مع البيئة، وبالتالي يمكنها مواجهة هذه الأساليب الخطيرة التي تتبناها الجماعات الإرهابية في تضاريس وأجواء مشابهة لتلك التي تعرفها دول الساحل، كما تابع قائلا: «لهذا فالمغرب سيستفيد من التكنولوجيات الحديثة التي ستوظف في هذه المناورات، وسيستفيد، كذلك، من الإمكانات الرقمية والتكنولوجية التي سوف ستستخدم في هذه المناورات، بالإضافة إلى أساليب حربية عسكرية جديدة، وخاصة استعمال الطوافات (الهليكوبتر)، واستعمال الأسلحة الخفيفة، وكذا التدرب على استعمال سيارات الرباعية الدفع التي تستعملها الجماعات الجهادية». في السياق نفسه، قال المساوي العجلاوي إن المناورات المقبلة تفرضها «التحولات التي تقع في الخريطة الجهادية في منطقة الساحل والصحراء، ومع تمدد «بوكو حرام» التي أصبحت تحقق الانتصارات تلو الانتصارات في منطقة بحيرة تشاد، إذ إن هناك يوميا عمليات إرهابية ل»بوكو حرام» في أربع دول (نيجريا وتشاد والنيجر وكاميرون)..بالإضافة إلى التخوف من وجود ارتباطات كبيرة بين الجماعات الإرهابية، كما هو حاصل بين «بوكو حرام» و»داعش» في ليبيا»، واصفا إياها «بالخطر الاستراتيجي الكبير الذي يهدد المنطقة»، علاوة على الخطر الثاني الذي «يتجسد في عودة البريق إلى تنظيم القاعدة، خاصة بعد التحالف الجديد بين مختار بلمختار ودروكودال». كما كشف المكاوي للجريدة أن «العلاقات العسكرية والاستخباراتية المغربية الموريتانية هي أكثر من ممتازة، وعلى أعلى المستويات على عكس ما يروج له البعض»، مضيفا أن «القوات الموريتانية، وكذلك الأجهزة الاستخباراتية الموريتانية تراهن وتعتمد كثيرا على الجيش المغرب في محاربة ومواجهة هذه المخاطر والتهديدات الإقليمية». يذكر أن هذه المناورات التي أطلق عليها اسم « Flintlock 16»، ستقودها أمريكا انطلاقا من قيادتها العسكرية في إفريقيا (Africom)، بمشاركة دول مغاربية (المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا)، وإفريقيا جنوب الصحراء (بوركينا فاصو وتشاد ومالي والنيجر ونيجريا والسنغالوجنوب إفريقيا) وأوروبا (فرنسا وألمانيا وبريطانيا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا) والقارة الأمريكية (أمريكا وكندا).