11.3 مليون طن هو حجم الحطب الذي يستهلكه المغاربة سنويا لأغراض مختلفة على رأسها التدفئة، 88.7% منها أي ما يعادل 10 ملايين طن تستهلك في الوسط القروي وتحديدا المناطق البادرة وذلك بغرض التدفئة، بينما لا يتجاوز حجم استهلاك الوسط الحضري من ذلك الرقم نسبة 11.3% أي ما يعادل 1.3 مليون طن تذهب نسبة قليلة منها (32%) لاستهلاك الأسر في حين تستحوذ المؤسسات السوسيو-اقتصادية كالحمامات والأفران على 68% منها. وتبقى الغابة المصدر الأول لحطب الوقود بنسبة 53% تليها الموارد الفلاحية بنسبة 28% ثم الأشجار الفلاحية بنسبة 19%، وهنا تكمن الإشكالية، حيث أوضح إدريس بابا، رئيس قسم الاقتصاد الغابوي بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أن الكمية المستخرجة من الحطب تعادل ضعف القدرات الإنتاجية وأكثر، منبها إلى الخطر الكبير الذي يهدد الموارد الغابوية في ظل الاستعمال المكثف للحطب خاصة في المناطق التي تعاني خلال فصل الشتاء من برد شديد يصبح معه اللجوء إلى وسائل التدفئة المتوفرة ضرورة حيوية. المتحدث نفسه، أوضح خلال مداخلة له ضمن لقاء دراسي نظمته فرق الأغلبية بمجلس النواب، مساء أول أمس الثلاثاء تناول موضوع "معضلة التدفئة بالمناطق البادرة"، أن المندوبية تعمل على تجاوز تلك الإشكالية وذلك من خلال استراتيجية تهدف إلى تخفيض الضغط على الموارد الغابوية عبر الاقتصاد في الاستهلاك بتحسين النجاعة الطاقية، وتحسين ظروف عيش الساكنة وخاصة النساء اللائي يتكفلن بعملية جمع الحطب، مشيرا في السياق نفسه إلى أن المرأة القروية تقوم بجمع الحطب أربع مرات أسبوعيا كمعدل وتحمل معها 50 كلغ من الحطب في كل رحلة. وتابع بابا، موضحا أنه في إطار الاستراتيجية نفسها تم تكثيف عملية التشجير والتحفيز على استعمال مصادر طاقية بديلة لحطب التدفئة، وفي نفس الإطار تم توزيع أفرنة شمسية، كما تم صنع أفرنة متعددة الاستعمالات تمكن من اقتصاد 80% من الحطب.