نظمت فرق الأغلبية بمجلس النواب الثلاثاء 2 فبراير 2016، لقاء دراسيا حول "معضلة التدفئة بالمناطق الباردة"، بمشاركة مسؤولين حكوميين وبرلمانيين وخبراء ومهتمين. وأجمع المشاركون خلال اللقاء الذي اختير له شعار "نحو إستراتيجية وطنية توازن بين متطلبات التدفئة وضرورات المحافظة على البيئة"، على ضرورة فتح حوار علمي حول معضلة التدفئة بالمناطق الباردة، والبحث في أشكال الدعم الواجب تأمينها لسكان المناطق الباردة قصد ضمان حقهم المشروع في التدفئة، ولفت الانتباه إلى ضرورة العمل على تخفيض تكلفة التدفئة النقدية والبيئية، وتسليط الضوء على بعض التجارب الدولية الناجحة في مجال البحث عن مصادر بديلة للتدفئة بالحطب. وأكدوا على ضرورة تخفيض تكلفة التدفئة النقدية والبيئية من خلال بلورة استراتيجية وطنية للتعاطي مع مشكل التدفئة بالمناطق الباردة تقوم على مبدأ الالتقائية الحكومية وتنبني على مقاربة علمية تستفيد من الخبرات المغربية في مجال تطوير الطاقات المتجددة، وتستدعي التجارب الدولية الناجحة في مجال البحث عن مصادر بديلة للتدفئة بالحطب والفحم الحجري. وأكد رشيد السليماني النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، أن إشكالية التدفئة بالمناطق الباردة لم يعطى لها حقها من الدراسة والتحليل، وظلت حبيسة ساكنة تلك المناطق " متروكون لحالهم لتدبيرها"، مشيرا إلى ضرورة فتح حوار علمي للتعامل مع الإشكالية بمنطق شمولي، والاستفادة من الإمكانيات التي تتيحها الطاقات المتجددة، أو استعمال النفايات الذي يمكن أن يكون حلا ناجعا لحل معضلة مطارح الأزبال التي تعاني منها مجموعة من المدن المغربية وأضاف السليماني، أن الاستهلاك العشوائي لحطب التدفئة في العقود الأخيرة أدى إلى استنزاف الموروث الغابوي بشكل كبير، وهو ما يحمل الدولة تكلفة مالية وبيئية، معتبرا أن هذا القطاع تعوزه النجاعة والحكامة بعد أن أصبح مرتعا للفساد والتلاعبات . من جانبه أكد عبد اللطيف التوزاني خبير في مجال الطاقة، إنه ليس هناك توازن في استهلاك الطاقة بين العرض والطلب، مردفا أن المشكل مطروح في المناطق القروية أكثر من المدن وذلك راجع إلى أن أزمة الطاقة في المدن هي أزمة ثمن، لكن في العالم القروي لها مفهوم آخر" يقول التوزاني، داعيا إلى البحث عن طاقات جديدة ومتجددة، وإعادة التشجير في المناطق التي يتم استنزاف فيها الغطاء الغابوي، كما دعا الدولة إلى توفير الوسائل لساكنة وذلك لإنتاج الطاقة الشمسية بشكل فردي، واستعمالها في حاجياتهم اليومية وكذا استثمارها كمورد للرزق. وقال موحا الشرقاوي وهو أستاذ بالمدرسة الوطنية العليا للمعادن بالرباط، إن المغرب في أفق 2050 سيصبح المغرب رائدا في إنتاج الطاقة المتجددة، لدى يجب أن نكون في مستوى التحدي" يقول الشرقاوي، مشيرا إلى أنه بإمكان المغاربة إنتاج الطاقة الكهربائية وبيعها وتخزينها للاستعمال اليومي. واقترح الشرقاوي، أن يتم توفير الوسائل اللوجستيكية لإنتاج الطاقة الشمسية لموطني المناطق الصحراوية، وذلك لإنتاج الطاقة الكهربائية، بهدف محاربة الهشاشة، مشيرا إلى أن الدول التي تعتمد على البترول في إنتاج الطاقة ستجد نفسها عاجزة بعد انتهاءه على أقصى تقدير بعد 50 سنة. فيما اعتبر إدريس بابا رئيس القسم الاقتصاد الغابوي بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أن الحاجة للتدفئة لا تبرر استنزاف ثرواتنا الغابوية، وتلويث الطبيعة، مردفا أنه يجب اعتماد الهندسة المعمارية الملائمة لطبيعة الطقس الشديد البرودة.