كشفت أرقام حديثة حول إنتاج واستهلاك الحطب في المغرب، عن كون المغاربة يستهلكون حوالي 6 ملايين طن من الحطب سنويا، في حين أن المغرب لا ينتج سوى 3 ملايين طن في السنة. وحسب ذات المعطيات التي كشفت عنها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، الاستهلاك السنوي للحطب يصل إلى 11 مليون طن، 6 ملايين منها تأتي من الغابات، وأزيد من مليونين تأتي من البساتين، وأكثر من 3 ملايين من المخلفات الزراعية. وتشير أرقام المندوبية السامية إلى أن الحمامات والأفران التقليدية تستهلك حوالي 8 في المائة، أي أزيد من مليون طن، في حين لا يتجاوز استهلاك المنازل الفخمة والفيلات 3 في المائة. وتستهلك كل أسرة في الأطلس المتوسط بين 10 و30 طنا من حطب التدفئة سنويا، حسب عناصر من المياه والغابات ومكافحة التصحر في المنطقة، وتعتبر هذه الأخيرة، أن سوء استعمال الحطب في تدفئة المنازل، يؤثر على الغابة التي تتعرض لضغط «غير مسبوق» أثناء فصل الشتاء، خلال السنوات القليلة الماضية. ويصل ثمن حمولة واحدة من الحطب أو «لحمل»، كما يسميه أبناء تونفيت، إلى مائة درهم، ولا يتجاوز وزنه القنطار في أحسن الظروف، في حين يصل ثمن الطن الواحد من الحطب إلى 250 درهما، إلا أن هذه الأثمان لا تخضع لضابط، بل للعرض والطلب وحسب السكان. فخلال السنة الماضية سجل ثمن الحطب أعلى مستوياته، ووصل في بعض الأحيان إلى 150 درهما للقنطار، ما اضطر بعض الأسر الفقيرة إلى أن تتحمل عناء البحث عن الحطب بنفسها، عوض الاستعانة بخدمات الحطاب. وفي علاقة بالموضوع، تغطي الغابة في المغرب 9 ملايين هكتار، أي ما يعادل 12 في المائة من المساحة الإجمالية، تؤمن الغابة بالمغرب، بحسب عدد من الدراسات حوالي 10 ملايين يوم عمل في السنة بالعالم القروي، و28 ألف وظيفة بالمقاولات العاملة في المجال الغابوي، و14 ألف فرصة عمل بمجال التحويل، لكن حجم الاستنزاف، الذي يتعرض له هذا المجال الطبيعي يتفاقم باستمرار. وتعتبر معدلات تدهور الغطاء النباتي بالمغرب مرتفعة بما يعادل 31 ألف هكتار سنويا، فضلا عن وخضوع جل مناطق المغرب لمناخ جاف واستغلال غير معقلن للموارد الطبيعية، بالتصحر حيث تعاني المناطق الشرقية والجنوبية للمغرب من زحف الرمال الذي يؤثر كثيرا على وسائل الإنتاج وعلى قنوات السقي. وإلى جانب التصحر، يبقى حجم الاستنزاف، الذي يتعرض له هذا المجال الطبيعي يتفاقم باستمرار، بفعل عوامل بشرية وطبيعية، كالرعي الجائر، والقطع غير قانوني للخشب، والهجمات الطفيلية التي تؤدي، إضافة للعوامل المناخية، إلى تطور غير عاد لبعض أجزاء هذه الغابات، إذ تشهد الغابات المغربية تراجعا يعادل 31 ألف هكتار على مستوى كثافة الأشجار، يعبر عنه بمقابل مساحة فرضية، بغية ترقيم التراجع، لأن الملك الغابوي في هذه الحالة لم يفقد أي هكتار على المستوى الفعلي.