بوجمعة الكرمون اهتز سكان حي بني محمد ومعهم سكان مدينة مكناس، بحر الأسبوع الماضي، على وقع حادث مأساوي تمثل في عثور مصالح الأمن على جثة رجل في عقده الخامس، مقبورة تحت أنقاض حريق شب في منزله ساعات قبل العثور عليه، وبعد تدخل رجال الوقاية المدنية، الذين لم يستشعروا وجود أشخاص أثناء عملية الإطفاء. وأفادت مصادر "اليوم24″، أن حريقا شب في أحد المنازل بالحي الشعبي بني محمد، واستنفر الأجهزة الأمنية بالمدينة، قبل أن يتدخل رجال الوقاية المدنية معززين بشاحنتي إطفاء لإخماد الحريق، والذين اعتقدوا خلو المكان من أشخاص لحظة وقوعه. وأضافت المصادر أن المفاجأة حصلت ساعات بعد وقوع الحادث، حيث تدخل مواطنون، وبحضور الشرطة العلمية والتقنية، لتفقد مكان الحريق، خصوصا وأن صاحب المحل"ح.ك" اختفى عن الأنظار، ما دفع بالأسرة إلى الاستنجاد بمصالح الأمن للتأكد من فرضية مصرعه في الحريق، وهو ما تأكد لها بعدما عثر مواطنون ورجال الأمن على جثته تحت الأنقاض، ليتم إخطار النيابة العامة بالمستجد، وفتح تحقيق في الواقعة بناء على تعليمات الوكيل العام للملك. تطورات الواقعة لم تقف عند هذه الحدود، بل فتحت جبهة قانونية كبيرة على مستوى "فرضية" ارتكاب عناصر الوقاية المدنية لخطأ جسيم أثناء عملية تدخلها، وبالضبط في ما يتعلق بالتأكد من عدم وجود ضحايا داخل البيت، وهو ما دفع بالمفتشية العامة للوقاية المدنية إلى استدعاء مسؤول بالقيادة الجهوية لمكناس، للتحقيق معه في ملابسات الحادث، والتأكد من استيفاء عناصر الوقاية المدنية لكل الشروط التي تستوجبها عملية التدخل، وعدم ارتكابها خطأ جسيما لحظة إطفائها للحريق.