عاشت أحياء شعبية في مقاطعة السواني، يوم الجمعة الأخير، حالة من الغليان إثر حريق أودى بحياة رضيع يبلغ من العمر عاما ونصف العام، وتسبب لشقيقه، الذي لم يتجاوز 6 سنوات، في حروق خطيرة، وهي المأساة التي حمّل السكان مسؤوليتها لمصالح الوقاية المدنية، التي تأخرت أكثر من ساعتين إلى أن وقعت خسائر في الأرواح. وقد شبّ الحريق في الطابق الثاني لمنزل في حي شارع أطلس عصر الجمعة، بعدما تركت والدة الطفلين ابنيها وحدهما داخل المنزل، حيث فوجئ الجيران بانبعاث دخان أسودَ كثيفٍ رافقه صياح استنجاد من الطفل البالغ من العمر 6 سنوات، ما دفع العشرات من السكان إلى الاتصال بسرعة بعناصر الوقاية المدنية، غير أن هذه الأخيرة لم تستجب لنداءاتهم، ليعمدوا إلى محاولة إطفاء الحريق وإنقاذ الطفلين بأنفسهم. ولم يستطع شباب الحي كسر الباب الحديدي للمنزل، ما اضطرهم إلى محاولة إطفاء الحريق من النافذة المسيّجة بدورها بسياج حديدي متين، والذي كان الطفل ذو السادسة معلقا به طالبا النجدة، حيث أوصاه السكان بأنْ يظلّ متملكا بالنافذة وصاروا يرشونه بخراطيم المياه المنزلية لحمايته من لهيب الحريق، فيما تأكد أن شقيقه الرضيع قد فارق الحياة. وعمد السكان إلى خلع الشباك الحديديّ للنافذة للتمكن من أجل إنقاذ الشقيق البكر ونقلوه إلى المستشفى في حالة خطرة، مصابا بحروق في وجهه وجسده، وقال الشاب الذي نفذ عملية الإنقاذ إنه رأى جثة الرضيع تتفحم لكنه لم يستطع فعل شيء بسبب امتداد ألسنة الحريق، التي عجز السكان عن إخمادها، بينما كرر الحاضرون محاولات استدعاء الوقاية المدنية وعناصر الشرطة دون جدوى. وهدّد عشرات الشباب بتنظيم مسيرة احتجاجية صوب مقاطعة السواني لإجبار أعوان السلطة على استدعاء الوقاية المدنية، التي حضر أفرادها إلى مكان الحادث بعد أكثر من ساعتين على وقوعه، وبعدما نجحت مجهودات السكان أخيرا في إخماد الحريق. واستُقبل عناصر الوقاية المدنية بوابل من الشتائم والاحتجاجات، فيما ذكر شهود عيان أن 4 من عناصر الوقاية المدنية تعرّضوا للضرب من طرف السكان. وزادت حدة الاحتجاجات بعد إخراج جثة الرضيع متفحّمة من داخل المنزل، حيث ظل المحتجّون يرددون شعارات مثل «الشعب يريد إسقاط الوقاية»، و»الشعب يريد إسقاط الفساد»، إضافة إلى التهليل والتكبير.. وأجمع السكان على تحميل مسؤولية الخسائر البشرية للوقاية المدنية، التي تسبّب تقصيرها، حسب المحتجين، في تحويل حريق صغير إلى ألسنة ممتدة من النيران تكفّل السكان وحدهم بإطفائها.