شهد المغرب خلال عام 2015 جرائم بالجملة، راح ضحيتها الكثير من الأشخاص، وتنوعت ما بين القتل والاغتصاب والسرقة والاعتداء. "اليوم 24" رصد أخطر جرائم عام 2015 التي روعت المغاربة. خلافات أسرية انتهت بمجازر في مقدمة الجرائم الخطيرة التي شهدها العام الذي نودع مجزرة مكناس، وبالضبط في فاتح فبراير الماضي، عندما أقدم نادل في الثلاثينات من عمره على قتل زوجته، وشقيقها الأكبر، ووالدتها، حيث كان دائم الخلاف مع زوجته، ما جعلها تترك بيت الزوجية أكثر من مرة، قبل أن تقوم برفع دعوى طلاق ضده. وفي تفاصيل الجريمة، أن المتهم توجه ذات صباح إلى منزل أسرة زوجته بحي سيدي بابا في مكناس، وطرق باب منزل، لتفتح له الباب أم الزوجة التي وجه إليها عدة طعنات بسكين من الحجم الكبير، ثم توجه إلى زوجته ودخل معها في مشادة كلامية انتهت بتوجيه طعنات لها بمختلف أنحاء جسمها، ليأتي بعدها الدور على شقيقها الأكبر، الذي حاول مقاومة الزوج الجاني، لكن هذا الأخير تمكن من إصابته وأرداه قتيلا على الفور. وفي الشهر نفسه، وبالضبط في الخامس، منه أقدم زوج على قتل زوجته ووالديها، لكن هذه المرة في مدينة القنيطرة، والجاني والضحية ينتميان إلى الجهاز الأمني، إذ قتل الزوج، مفتش الشرطة الممتاز، بسلاحه الوظيفي، زوجته، مفتشة شرطة، ووالديها، وهدد بقتل طفليه ونفسه إن لم يتم إحضار والدته ليسلمها طفليه، فاستجيب لطلبه، وبعدها سلم نفسه إلى رجال الأمن. أما المجزرة الثالثة فوقعت في رمضان الماضي في مدينة فاس، حين أقدمت أم تعاني اضطرابات نفسية على قتل أبنائها الثلاثة، الذين كانت أعمارهم تتراوح ما بين 4 و13 سنة، خنقا. هذه المجزرة ستبدأ المحاكمة فيها في 18 يناير المقبل، بعد أن أنهى قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في فاس الاستنطاق التفصلي للمتهمة. ومن المجازر التي لاتزال تشغل الرأي العام إلى اليوم، جريمة القتل البشعة التي اهتز لها سكان مدينة الفقيه بنصالح، الأسبوع الماضي، عندما أقدم شاب على توجيه ضربة قاتلة لوالدته، وذبح والده من الوريد إلى الوريد. وفي تفاصيل هذه الجريمة أن الجاني، الذي تم ترحيله، أخيرا، من الديار الإيطالية، وجه ضربة إلى والدته على مستوى الرأس فأرداها قتيلة على الفور، ثم نحر أباه السبعيني من الوريد إلى الوريد، حيث تم نقله نحو المستشفى الجهوي ببني ملال، ليلفظ أنفاسه هناك، وفق ما أورده موقع "الفقيه بن صالح". جرائم القتل مدينة الدارالبيضاء كانت لها حصة كبيرة في عدد الجرائم التي كان "اليوم 24" أول من نشرها، إلى جانب حضوره إعادة تمثيلها، وكان آخرها قتل متشرد في 18 دجنبر الجاري في حي بوركون، من قبل مجموعة من "المشردين" من رفاقه، بسبب خلاف على 50 لترا من "الدوليو"، حيث عمدوا إلى مهاجمته بالسيوف، قبل أن يضرموا النار في جسده، لينقل الى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه متأثرا بحروق من الدرجة الثالثة. الجريمة الثانية اهتزت لها مدينة الدارالبيضاء، وهذه المرة في شارع أنفا، عندما أقدم أحد الشباب على قتل فرنسي، حيث عثر الأمن على جثة الضحية عارية ومكبلة اليدين والرجلين، وبها جرح عميق على مستوى الرأس. وكانت التحقيقات أثبتت أن الجاني كان على علاقة مع الضحية، حيث كانا يمارسان الشذوذ الجنسي سويا. ومن الجرائم، التي كان سببها الشذود الجنسي، مقتل شخص في الرابعة والخمسين من عمره، والذي عثر على جثته داخل منزله بحي كاميليا بمكناس، بعد تعرضها لعملية تشويه من طرف شابين، واللذين عمدا إلى فصل الرأس عن الجثة قبل أن يقررا وضعه فوق "الكسدة" بعد إحراقها. وكان الضحية معروفا بميولاته الجنسية المثلية، حيث قرر في ليلة وقوع الجريمة ممارسة الجنس على أحد المتهمين، قبل أن يتآمرا عليه ويطعناه في أنحاء من جسده، وبعدها عمدا إلى إحراق الجثة وفصل الرأس عنها. جريمة مكناس، التي تفنن مرتكباها في تشويه الجثة، انضافت إليها جريمة أخرى، اقترفها شاب في أواخر العشرينات وهذه المرة في مدينة سطات، حيث قتل امرأة في الخمسينات وحرق جثتها. وكان الجاني على معرفة مسبقة بالضحية، التي تعيش في هولندا، حيث استقبلها ليلة قبل وقوع الحادث في بداية الشهر الحالي في مطار محمد الخامس، واصطحبها إلى منزلها في حي البرنوصي في الدار البيضاء، وفي اليوم الموالي أخبرته برغبتها في اقتناء بقعة أرضية، فأكد لها أن هناك بقعة بدوار أولاد موسى، دائرة البروج، حيث يعيش والده، فطلب منها مرافقته لرؤيتها، وهناك عمل على قتلها وحرق جثتها لإخفاء معالمها. اعتداءات على مواطنين في الشارع العام 2015 كانت شاهدة على عدد من الجرائم في الشارع العام، ولعلى ما أثار ضجة كبيرة اعتداء على مثليين في كل من مدينة الدار البيضاءوفاس التي اهتزت في أحد ليالي رمضان عندما قام مجموعة من الشباب بمهاجمة مثلي في الشارع، بدعوى ظهوره بلباس نسائي في الشارع العام. وبعد أقل من يومين من الاعتداء، اعتقلت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس، شخصين في الثلاثينات من عمرهما للاشتباه في تورطهما في هذه الأحداث، التي أثارت جدلا كبيرا. https://m.youtube.com/watch?v=kbVHYtOmZEY&ebc=ANyPxKr4dYyMiX-F8UFOJlwO2dHpK87aTnZLcbxxj2zdQr7j1FpxNxPVHcg8WiGwv8_ysOeZIUATf5ev02TQ5XdzfwQIm3nvzQ&has_verified=1&layout=tablet&client=mv-google والاعتداء على مثلي فاس واعتقال ومحاكمة المعتدين عليه لم يردع ثلاثة شبان تتراوح أعمارهم ما بين 19 و23 سنة، من أبناء الحي المحمدي في الدارالبيضاء، والذين اعتدوا، في نهاية شهر شتنبر الماضي، على مثلي قاصر، وانهالوا عليه بالضرب والشتم، وأجبروه على خلع ملابسه بالقوة، مهددين إياه بالقتل، كما صوروه ونشروا الفيديو على موقع اليوتوب، ما جعل رجال الأمن يفتحون تحقيقا في الموضوع قبل أن يتم اعتقالهم. ومن الاعتداءات على المواطنين في الشارع العام، الاعتداء على فتاتيتن من ازكان تعرضتا للتعنيف والرشق بالحجارة من قبل تجار وباعة متجولين في سوق شعبي بالمنطقة، بدعوى ارتدائهما للباس "غير محترم". وتابع الرأي العام الوطني، بل وحتى الدولي، تفاصيل هذه القضية، خصوصا بعد أن تم توقيف الفتاتين ومتابعتهما بتهمة "الإخلال بالحياء العام". المتابعة فجرت جدلا حقوقيا كبيرا، حيث خرجت جمعيات عدة إلى الاحتجاج في الشارع، محذرة من "الوصاية" على لباس المغاربة، ومن المس بالحريات الفردية. ولم يسلم الأجانب من الاعتداء عليهم في الشارع العام، حيث اهتزت مدينة فاس في نهاية أكتوبر الماضي على وقع جريمة اعتداء على أربعة ألمانين بواسطة السلاح الأبيض من طرف أربعة شبان من مدينة فاس، الذين كانوا في حالة تخدير عندما اعتدوا على السياح الألمان، بالضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، ولاذا بالفرار قبل أن يتمكن أبناء الحي من إيقاف شخصين منهم، واثناء التحقيق معهما تم اعتقال البقية، فيما تم تقديم الإسعافات والعلاجات الضرورية للضحايا، وغادرا بعدها المملكة. سرقة بواسطة السلاح والرشاشات طبعا 2015 كانت ملئية بأحداث السرقة، إذ لا يمر يوم دون السماع عن سرقة حقائب وشقق وسيارات، لكن أبرزها كانت في مدينة طنجة عندما حاولت عصابة يزعمها مهاجر مغربي في بلجيكا السطو المسلح على ناقلة للأموال، والتي أشرفت قيادات أمنية كبيرة على متابعة التحقيق فيها من أجل اعتقال الجناة. والغريب في القضية هو أن عشيقة رئيس العصابة المكونة من أربعة أشخاص ساعدت الأمن في تفكيك العصابة. وقد كان المتهم الرئيسي في عملية السطو على الناقلة على علاقة مع المعنية بالأمر لمدة 4 سنوات، وكان يأخذها أحيانا إلى الشقة، التي كان يخزن فيها الأسلحة التي تم حجزها، وصادف أن عاينت الأسلحة والأقنعة التي كان يستخدمها رفقة باقي أفراد العصابة في تنفيذ عملياتهم الإجرامية، ورغم أنها أثارت انتباهها إلا أنه سرعان ما جعلها لا تهتم أكثر بالموضوع ليدخل طي النسيان. بعد أن قرر التخلي عنها، حين علم بأنها حامل، وبذلت عدة محاولات لجعله يتزوج بها، ولما يئست قلبت عليه الطاولة وغادرت طنجة، حيث استقرت في نواحي الفنيدق. وبعد علمها بعملية السطو المسلح على ناقلة الأموال بطنجة، أخبرت أحد عناصر الشرطة في المنطقة بشكوكها حول إمكانية أن يكون عشيقها السابق مخلص وأفراد عصابته هم المسؤولون عن ذلك السطو، ما دفع هذا الأخير إلى إبلاغ رؤسائه، الذين، بدورهم، ربطوا الاتصال بالمصالح الأمنية بمدينة البوغاز، حيث جرت عمليات دراسة المعلومات وتدقيقها، وتتبع خطوات الهدف، في مختلف تحركاته، قبل وضع خطة المداهمة، لاصطياد أفراد العصابة وحجز الموجودات، حيث سيكون عناصر الأمن أمام مفاجأة فعلية، بعدد وحجم ونوع الأسلحة وباقي المعدات المحجوزة. اغتصاب فوزية ولم تمض سنة 2015 دون تسجيل عدد من حالات الاغتصاب شغلت الرأي العام، لكن ما شكل صدمة هو اغتصاب فوزية، المعاقة ذهنيا، ما نتج عنه حملها وولادتها. أطوار القضية لم تنته عند هذا الحد، بل كشفت التحقيقات أن المتورط لم يكن سوى ابن شقيق الضحية الذي كان يتردد بشكل دوري على منزل العائلة. واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة احتجاجات عارمة، مع مطالبة السلطات بمساعدة فوزية لتجاوز محنتها، حيث نظمت وقفة احتجاجية للتضامن معها في العاصمة الرباط. وبعد أيام أطلق نشطاء في المجتمع المدني بمساعدة إحدى الإذاعات المغربية الخاصة مبادرة للتبرع لفائدة فوزية ووالدتها، وخلال أيام قليلة تم جمع مبلغ 203 ألف درهم لفائدة فوزية، كما تبرعت شركة مغربية عقارية بشقة لصالحها، وتعهدت شركة أخرى للأثاث بالتكفل بتأثيث الشقة.