لم يكتب لمباراة الديربي بين الغريمين التقليديين الرجاء والوداد أن تعرف نهايتها الطبيعية بعيدا عن ظاهرة الشغب، التي باتت تؤرق مضجع المشهد الرياضي، بالقدر الذي لم تكتمل فيه صورة النجاح الجماهيري الذي ميز الموعد الرياضي. وشهدت نهاية المباراة أحداث لا تمث للرياضة بصلة بعدما اعتدت جماهير فريق الوداد على أحد أفراد الشرطة عقب نهاية المباراة بتعادل مخيب للآمال بالنسبة لمكونات الوداد، التي كانت تراهن على دقائق المواجهة لتعزيز الموقع في الصدارة. وأعاد الاعتداء، الذي كان ضحيته هذه المرة رجل أمن، ظاهرة الشغب التي باتت تستشري بشكل كبير في المشهد الكروي لدرجة بات معها العنغ عنوانا يلتصق بكرة القدم الوطنية وينخر الجسم الرياضي رغم تعدد أوجه المطالبة بالحد من تناميه، وسلك جميع السبل الكفيلة باحتوائه. وفي الوقت الذي أثنى فيه الجميع على قيمة الحضور الجماهير، والإضافة النوعية التي يقدمها نجوم المدرجات للموعد الاستثنائي، جاء الاعتداء على رجل الأمن ليكرس استمرار الانفلاتات التي تسيء إلى المشهد الكروي وتعكر صفو التنافس الرياضي. وانتقلت أحداث الشغب من مدرجات ملعب محمد الخامس عقب نهاية القمة الكروية التي جمعت فريق الوداد الرياضي بغريمه الرجاء الرياضي، إلى الأحياء المجاورة وتحديدا على مستوى شارع ابن سينا،الذي عرف أحداث عنف بين أنصار الأحمر والأبيض، قبل تدخل رجال الأمن لفض الصراع. في المقابل عرفت أزقة المعاريف صراعا جديدا بين الجمعور وتراشق بالحجارة على مستوى شارع بيرانزران. وبالرغم من ان المباراة انتهت على إيقاع التعادل إلا أن للشغب اندلع دقائق قبل إعلان الحكم لحرش عن نهاية المبارة،حيث تسلل مجموعة من الرجاويين إلى المدرجات الشمالية للملعب، معقل الغريم حاملين هاراوات، لكن رجال الأمن منعوا الوداديين من الدفاع عن انفسهم لتبدأ معركة عنيفة بين الشرطة و جماهير "الكورفا نور"، أدت الى اصابات عديدة في صفوف الانصار كما انتقل الشغب الى المنصة المغطاة للوداد، باقتلاع الكراسي والتراشق بالقينينات والحجارة.