تحولت المنطقة الإقليمية للأمن بالعرائش، مساء أمس الأربعاء، إلى مأتم، إثر وفاة شرطي أقدم على الانتحار بشرب "الماء القاطع". وودع الأمنيون زميلهم، في جنازة مهيبة، بعد صلاة العصر، بمقبرة للا منانة بالمدينة. وعاش مسؤولو الأمن بالعرائش، مساء أمس، أحلك اللحظات وهم يودعون الشرطي "فتاح.إ"، مقدم رئيس تابع للهيئة الحضرية، إلى مثواه الأخير. وذكر مصدر أن الشرطي المتوفى كان يقطن بحي شعبان، وأنه فارق الحياة أول أمس الثلاثاء، حين كان يتلقى العلاج بمستشفى ابن سينا بالرباط، والذي نقل إليه من المستشفى الإقليمي بالعرائش، بعدما لاحظ الأطباء خطورة وضعه الصحي، حيث كانت أمعاؤه تتمزق بسبب الآلام الحادة الناتجة عن مضاعفات تناوله للمادة السامة. وأضاف المصدر ذاته أن الشرطي، الذي أمضى بجهاز الأمن الوطني حوالي 34 سنة من العمل، قضى أكثر من نصف المدة بمدينة مارتيل، قبل أن يتم نقله إلى مدينة العرائش، أقدم قبل أربعة أيام عن وفاته على شرب "الماء القاطع"، وأنه بينما كان يرتدي بذلته الوظيفية داخل بناية المنطقة الإقليمية للأمن، سقط بالقرب من الباب الخلفي المخصص لولوج سيارات الأمن الوطني، لينقل على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي، ومنه إلى مستشفى ابن سينا، حيث لقي مصرعه، مخلفا وراءه ابنا من زوجته الطليقة، وابنة من زوجته الحالية. ولم تستبعد المصادر أن تكون المشاكل المادية هي السبب وراء إقدام رجل الأمن على الانتحار بهذه الطريقة المأساوية، التي هزت كيان جل زملائه، وذلك بعدما اختلطت عليه الأمور، إثر الديون التي تراكمت عليه، حيث أصبح العديد من المواطنين يطالبونه بأموالهم، فعجز عن ذلك، فاختار وضع حد لحياته بشرب "الماء القاطع".