علم "اليوم 24″ أن محققين أمنيين مغاربة يشاركون في التحقيقات التي أطلقت عقب الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضي، وأدت إلى مقتل 132 شخصا وجرح أزيد من 300 في عمليات متفرقة. وذكرت مصادر متطابقة، رفيعة المستوى، لليوم 24 أن المغرب أوفد إلى فرنسا وبلجيكا مسؤولين أمنيين كبار من جهاز الاستخبارات للمساهمة في التحقيقات التي تلت العمليات الإرهابية، وكذا للمساهمة في فك شفرات "التهديدات الجدية" التي يواجهها أكثر من بلد أروبي، وعلى إثرها اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية بعدد من البلدان الأوروبية، خاصة فرنسا، ضمنها تفادي التجمعات البشرية الكبيرة، إذ ألغيت مباريات كرة قدم والعديد من الأنشطة العامة. وفي السياق ذاته، ذكرت المصادر ذاتها أن الاستخبارات المغربية ساهمت بفعالية في كشفت ملابسات العملية الإرهابية، وقدمت معلومات مهمة، وساهمت في تحليل العديد من البيانات، بل وكانت حاسمة في تحديد مواقع بعض المشتبه في تورطهم في هجمات باريس، أو الذين كانوا ينوون تنفيذ اعتداءات. واشارت مصادر الموقع الى ان "الفرق الأمنية التي حلت بفرنسا، وجهت بشكل كبير عملية المداهمة التي تمت، فجر اليوم، في منطقة سان دوني، اذ قدمت معطيات دقيقة عن أمكنة تواجد الإرهابيين، وكذا أعدادهم، بناء على اتصالات ربطوها مع أشخاص خارج التراب الفرنسي. كما ان عملية التدخل تمت بتنسيق مع المحققين المغاربة. وكانت المخابرات المغربية قد قدمت معلومات غاية في الأهمية إلى نظيرتها الفرنسية ساعات بعد اعتداءات باريس، من نتائجها أن التحقيقات سارت في مسار دقيق منذ البداية. هذا وذكر مصدر أمني رفيع ل"اليوم 24″، في وقت سابق اليوم الأربعاء، أن معلومات موثوقة قدمتها أجهزة الاستخبارات المغربية لنظيرتها المغربية مكنت من تحديد مواقع مشتبه فيهم بالتورط في اعتداءات باريس التي نفذت الجمعة الماضي، وعلى أساسها تم تنفيذ سلسلة من المداهمات، بينها عملية سان دوني التي جرت فجر اليوم في ضواحي العاصمة الفرنسية. وكشفت المعلومات التي قدمتها الاستخبارات المغربية للفرنسيين عن أماكن تحصن المشتبه فيهم، لتنفذ قوات النخبة في الأمن الفرنسي عملية دقيقة وفعالة على أساسها تم قتل اثنين واعتقال عدد من الأشخاص. وذكر المصدر الأمني الرفيع أن المغرب ساهم بفعالية في كشف ملابسات العمل الإرهابي الذي استهدف باريس الجمعة الماضي، و"أن معلوماته بالفعل كانت حاسمة في توجيه التحقيقات إلى وجهتها الصحيحة"، مشددا على أن "المعطيات التي وفرتها الأجهزة الأمنية للسلطات الفرنسية كانت دقيقة، وكان من نتائجها تنفيذ عملية فجر اليوم". هذا وانتهت العملية التي نفذتها قوات النخبة في الشرطة الفرنسية، منذ فجر الاربعاء، مستهدفة شقة في ضاحية سان دوني شمال باريس في سياق التحقيق حول اعتداءات الجمعة. وأوضح المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية أن شخصين متحصنين في الشقة قتلا هما امراة فجرت نفسها في سابقة في فرنسا، ومشتبه به لم يتم تحديد هويته بعد خلال عملية مكافحة الارهاب التي استمرت حوالي ثماني ساعات واستهدفت شقة في مبنى بوسط سان دوني المخصص للمشاة بضاحية شمال باريس، والذي طوقته القوات تماما. كما اسفرت العملية عن اعتقال سبعة اشخاص ثلاثة منهم اخرجتهم الشرطة من الشقة واثنان كانا في شقق مجاورة واثنان اخران في الجوار. واصيب ما لا يقل عن خمسة عناصر من قوة النخبة في الشرطة بجروح طفيفة في العملية التي استهدفت الجهادي البلجيكي عبد الحميد اباعود الذي يشتبه بانه مدبر اعنف اعتداءات في تاريخ فرنسا، وفق ما افاد مصدر في الشرطة. كما تم توقيف شخص قام بتأجير الشقة للمجموعة الإرهابية، والذي اكد وفق التحقيقات الأولية بأنه لم يكن يعرف هويتهم، وان شخصا اخر من أصل بلجيكي طلب منه تأجير الشقة لهم.