في استمرار للكابوس الدامي المخيم على فرنا منذ الجمعة المنصرم، أعلنت السلطات الفرنسية مقتل شخصين وإصابة عدد من أفرادها في عملية بضاحية سان دوني شمال باريس أمس الأربعاء، لاعتقال عبد الحميد أباعود، المشتبه في كونه الرأس المدبرة لهجمات باريس الدامية التي راح ضحيتها 129 قتيلا على الأقل وأكثر من 350 جريحا. في هذا السياق، كشفت وزيرة العدل الفرنسية، كريستيان توبيرا صباح أمس الأربعاء أن عملية مكافحة الإرهاب في سان دوني في طور الانتهاء. مؤكدة أن "هذا الهجوم على ارتباط بالتحقيق"في اعتداءات باريس وحول ما إذا كانت العملية تستهدف الجهادي البلجيكي اباعود، قالت توبيرا "علينا اتخاذ كل التدابير الضرورية لعدم المس بالتحقيق.. من خلال كشف معلومات بشكل مبكر". ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر قريب من القضية، مقتل مشتبه بهما أثناء اشتباك مع الشرطة في شمال باريس، أحدهما "امرأة فجرت نفسها". وقال مراسل الجزيرة في باريس إن العملية جرت وسط سماع دوي انفجارات واشتباكات متقطعة في محيط الشقة السكنية، التي كانت تحاصرها قوات مكافحة الإرهاب ووحدة من قوات النخبة في الشرطة الفرنسية، ويتحصن فيها مسلحون لا يعرف عددهم بدقة. ولم يعرف بالضبط إن كان اباعود (28 سنة) العضو الناشط في تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا، داخل الشقة المستهدفة التي يتحصن فيها ما لا يقل عن ستة أشخاص من العناصر المشتبه في تدبيرها لهجمات باريس وتقديم مساعات لوجستية للمنفذين. موضحا أن أعدادا كبيرة من قوات الأمن تنتشر في المنطقة وتحاصرها منذ فجر الخميس، في محاولة لاعتقال مشتبه بهم على ارتباط بهجمات الجمعة، لكنها فوجئت أثناء المداهمات بإطلاق نار كثيف. وتبدو مهمة قوات الأمن صعبة في ظل تحصن عناصر مدربة ومسلحة جيدا داخل الشقة السكنية، وسط مخاوف من أن يكونوا مسلحين بأحزمة ناسفة مما يبطئ عملية الأمن لاقتحام المكان وينبئ بطول العملية الأمنية الجارية في المنطقة. وقد تم تطويق منطقة في ضاحية سان دوني قرب ملعب فرنسا الذي كان أحد أهداف الهجمات التي وقعت مساء الجمعة الماضية. وكانت الشرطة الفرنسية نشرت مساء أمس الثلاثاء المنصرم، صورة أحد منفذي هجمات باريس الذين قتلوا مساء الجمعة أمام ملعب فرنسا في العاصمة، ودعت أي شخص يتعرف عليه للحضور إلى مقراتها. وتمكن المحققون استنادا إلى بصمات "المنفّذ" من التأكد من أنه تم تسجيله في اليونان الشهر الماضي. كما عثر قرب جثته على جواز سفر سوري تبين أنه لجندي في الجيش السوري النظامي قتل قبل بضعة أشهر. وقد أوقفت السلطات الأمنية الفرنسية على مدى الثلاثة أيام الماضية عشرات المشتبه بهم أثناء مداهمات في أكثر من مدينة فرنسية، كما فرضت الإقامة الجبرية على أكثر من مئة آخرين. وشنت أجهزة الأمن الفرنسي مساء الأحد وفجر الاثنين 168 مداهمة إدارية في 19 مقاطعة، أسفرت عن توقيف 23 شخصا وضبط 31 قطعة سلاح.