مكنت معلومات موثوقة قدمتها أجهزة الاستخبارات المغربية لنظيرتها الفرنسية من تحديد مواقع مشتبه فيهم بالتورط في هجمات باريس التي نفذت الجمعة الماضي، وعلى أساسها تم تنفيذ سلسلة من المداهمات، بينها عملية سان دوني التي جرت فجر اليوم في ضواحي العاصمة الفرنسية، بحسب مصدر أمني رفيع. وكشفت المعلومات التي قدمتها الاستخبارات المغربية للفرنسيين عن أماكن تحصن بعض المشتبه فيهم، لتنفذ قوات النخبة في الأمن الفرنسي عملية دقيقة وفعالة على أساسها تم قتل اثنين واعتقال عدد من الأشخاص، وهي المداهمة التي فجرت خلالها امرأة نفسها. وذكر المصدر الأمني الرفيع ل"اليوم 24″ أن المغرب ساهم بفعالية في كشف ملابسات العمل الإرهابي الذي استهدف باريس الجمعة الماضي، و"أن معلوماته بالفعل كانت حاسمة في توجيه التحقيقات إلى وجهتها الصحيحة"، مشددا على أن "المعطيات التي وفرتها الأجهزة الأمنية للسلطات الفرنسية كانت دقيقة، وكان من نتائجها تنفيذ عملية فجر اليوم". ورفض المسؤول الأمني الجواب عما إذا كان المشتبه به الرئيسي في التخطيط للهجمات البلجيكي من أصل مغربي عبد الحميد اباعود من ضمن من كانوا في الموقع، غير أنه شدد على أن "المغرب قدم معلومات دقيقة". هذا وانتهت العملية التي نفذتها قوات النخبة في الشرطة الفرنسية، منذ فجر الاربعاء، مستهدفة شقة في ضاحية سان دوني شمال باريس في سياق التحقيق حول اعتداءات الجمعة. واوضح المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية أن شخصين متحصنين في الشقة قتلا هما امراة فجرت نفسها في سابقة في فرنسا، ومشتبه به لم يتم تحديد هويته بعد خلال عملية مكافحة الارهاب التي استمرت حوالي ثماني ساعات واستهدفت شقة في مبنى بوسط سان دوني المخصص للمشاة بضاحية شمال باريس، والذي طوقته القوات تماما. كما أسفرت العملية عن اعتقال سبعة اشخاص، ثلاثة منهم أخرجتهم الشرطة من الشقة واثنان كانا في شقق مجاورة واثنان اخران في الجوار. وأصيب ما لا يقل عن خمسة عناصر من قوة النخبة في الشرطة بجروح طفيفة في العملية التي استهدفت الجهادي البلجيكي عبد الحميد اباعود الذي يشتبه بانه مدبر اعنف اعتداءات في تاريخ فرنسا، وفق ما أفاد مصدر في الشرطة.