أظهر مؤشر عالمي للكرم لعام 2015، تصدره مؤسسة المساعدات الخيرية المعروفة باسم "كاف"، أن المغاربة ليسوا كرماء، ولا هم ميّالون إلى فعل الخير أو التبرع بأموالهم، وهو ما تعكسه الرتبة التي حل فيها المغرب، وهي 126 من أصل 145 دولة، مقارنة مع العام الماضي (112). وأبرز مؤشر المؤسسة، أن المغاربة عموما لا يتحلون بالإيثار، ولا بحس العطاء الخيري بالقدر الكافي، وذلك وفق ثلاثة معايير حددتها "كاف"، وهي: ما إذا كانوا قد تبرعوا بأي أموال لصالح المحتاجين، أو قدموا يد المساعدة للغرباء، أو شاركوا في أعمال تطوعية لجهة ما. وذكرت المؤسسة الخيرية، أن المغرب حلّ في مؤخرة الترتيب (145)، فيما يخص التبرع بالمال، إذ لم يتجاوز أعداد المتبرعين 3 في المائة، والعمل التطوعي (141)، أما ما يتعلّق بمساعدة الغير، فإن المغاربة حلوا في رتبة متقدمة مقارنة مع ما سبق، وهي (48)، وأن أزيد من نصف المغاربة يقدمون مساعداتهم للغرباء (55 في المائة). عربيا، جاءت مملكة البحرين الأولى، محتلة الرتبة 13 عالميا، ثم الإمارات العربية المتحدة، فالسعودية. أما مغاربيا، فقد حازت موريتانيا على المركز 109، فالمغرب، ثم تونس (139). ويعكس المؤشر حجم الجهود الإغاثية والإنسانية، التي تقدمها المملكة للفقراء في العالم، فضلا عن مبادراتها لمساعدة أولئك الذين يعانون آلام الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية سواء داخل أوطانهم، أو وسط بؤر النزاع، أو عند اضطرارهم إلى اللجوء أو النزوح خارج بلدانهم، ولا تقتصر الجهود البحرينية، مثلما يبين التقرير، على التبرعات والمساعدات والهبات والمنح المالية، وإنما تشمل أيضا بجانب كل ذلك بناء المستشفيات والمدارس، وتجهيز الخيام، وتوفير الغذاء والأدوية، علاوة على جهود العمل الطوعي بمختلف أشكالها ومسمياتها وغير ذلك الكثير. ويستند تقرير المؤسسة على البيانات الواردة في "مسح غالوب للتوجهات العالمية"، الذي يطرح أسئلته على عينات إحصائية ممثلة لمجتمعات البحث لا يقل عمرها عن 15 سنة، ويتراوح عددها بين 500 إلى 2000 شخص، حسب عدد السكان، وذلك للإجابة عن أسئلة تتناول شتى جوانب الحياة المعاصرة، بما فيها "سلوكيات العطاء"، وينفذ المسح في أكثر من 140 دولة، تشكل 96 في المائة من عدد سكان العالم (حوالي 5.1 مليار نسمة).