في أول تأويل رسمي للخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 38 للمسيرة الخضراء، قال صلاح الدين مزوار وزير الخارجية انه التقطت من الخطاب لهجة الحزم والصرامة اتجاه الجزائر وقال مزوار مساء امس بلجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج في مجلس النواب تعبير عن توجه جديد للديبلوماسية المغربية. مضيفا أننا لن نسمح بعد اليوم بالسب والهجوم علينا وسنرفع من اللهجة حين يتطلب الامر ذلك". وفي أولى الهجومات العنيفة للديبلوماسية المغربية اتهم صلاح الدين مزوار حكام الجزائر بممارسة التحكم بعقلية الخمسينات والستينات في إشارة ضمنية لعهد الهواري بومدين مؤكدا أن نفس الجيل لا زال يتحكم في مصير الجارة الجزائر" التي يحكمها عبد العزيز بوتفليقة الذي كان وزيرا للخارجية عشية حصول الجزائر على استقلالها. وواصل مزوار قصفه للجزائر متهما إياها بمحاصرة المحتجزين و "الاتجار في مأساتهم بالبيع والشراء"، مضيفا انه "لو ترك لهم الخيار لقرروا العودة إلى المغرب لأنهم أدركوا أنهم كانوا ضحايا نصب وتلاعب". في سياق ذلك فجر حسن الدرهم البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي قنبلة مدوية هزت مجلس النواب حينما كشف ان انفصاليين الداخل يتلقون من جبهة البوليساريو نصف مليون شهريا وما بين 200 و300 درهم يوميا عن المشاركة في التظاهرات المعادية للمغرب. وأوضح القيادي الصحراوي في حزب الوردة خلال تدخل له امس السبت بلجنة الخارجية والشؤون الاسلامية والدفاع والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب أن هامش خطأ الدولة المغربية لم يعد مسموحا به مؤكدا ان معركة الوحدة الترابية "وصلت لدرجة نكون أو لا نكون في الصحراء" مضيفا أن صحراء ستبقى مغربية ولن تفرح بها الجزائر مهما كلف الأمر". وفي لغة لا تخلو من نقد لسياسة الريع الذي استفادت منه أعيان الصحراء قال الدرهم "ينبغي ان تعلموا أن بطائق الانعاش وتوزيع الأراضي لن تحل مشكل الصحراء" مضيفا ان الامر اصبح يتطلب تحمل المسؤولية. الدرهم دعا الجيل الاول الذي اشرف على بعد 38 سنة بالرحيل قائلا "إحنا خصنا نمشيو فحالنا هناك طاقات وجيل جديدة وعائدون يكترون لهم البيوت دون الاستفادة من كفاءاتهم". داعيا الدولة إلى فتح الباب امام شباب الصحراء لمواجهة الخصوم والدفاع عن الصحراء في المحافل الدولية. بدل "برلمانيين يدافعون عن الصحراء في امريكا وأفريقيا ولا يعرفون حتى خريطة الأقاليم الجنوبية فيما يقتصر همهم على "الاستفادة من بيزنيس كلاس و3000 درهم كتعويضات". الدرهم انتفض في وجه الاحزاب السياسبة موضحا أن وجود الاحزاب بالصحراء خديعة كبرى قائلا "لا وجود للأحزاب السياسية في الصحراء ما هو موجود هي أحزاب تفتح دكاكين في الانتخابات ثم تغلقها وترحل بعد ذلك". وفيما يتعلق بالزيارة الاخيرة للمبعوث الاممي كريستوفر روس قال الدرهم "الصحراء في خطر كبير وتقرير روس سيكون ضدنا" وكشف الدرهم عن تفاصيل الرؤية الجديد للمبعوث الاممي موضحا أن روس سيحسم قضية الصحراء مع فئة ذوي الأصول الصحراوية سواء داخل تندوف أو المتواجدون بالأقاليم الجنوبية داعيا السلطات المغربية لايلاء هذه الشريحة عناية اكبر خلال استراتيجيتها الجديد الاستجابة لحاجياتها في التعليم والصحة والشغل والأمن والكرامة لأنها هي من سيقرر مصير الصحراء" يضيف الدرهم. في غضون ذلك تعاقب برلمانيو الصحراء على اختلاف انتماءاتهم السياسية لتقديم وجهة نظرهم حول ما يجري في الصحراء في ظل تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر، ودعت كجمولة بنت أبي رئيسة لجنة التعليم بمجلس النواب الى اجراء تقييم ومراجعة ل38 سنة من تدبير الدولة لملف الصحراء والوقوف على نقط القوة والضعف. وأوضحت القيادية الصحراوي في حزب التقدم والاشتراكية أن "هناك تطور في الجنوب في المقابل هناك مشاكل يجب طرحها بدون عقدة أو تخوف". وأوضحت كجمولة ان ما وقع خلال أحداث اكديم ازيك قبل سنتين كان نتيجة احتقان اجتماعي حقيقي ولا زالت تداعياته لحد اليوم ولذلك تضيف كجمولة الاهتمام بادماج فئة الشباب التي لها رؤية خاصة". وتساءلت عضو الديوان السياسي للتقدم والاشتراكية عن مدى توفر المغرب على إرادة حقيقية لاسترجاع مغاربة تندوف، كاشفة عن وجود ارتباك وتعقد المساطر بين وزارتي الداخلية والخارجية لضمان عودة كريمة العائدين من مخيمات تندوف مضيفة أن "هناك نساء عادوا دون تمكنهن من ضمان عودة أبنائهن" وأوضحت كجمولة أن صراحتنا كمنتخبين لا تفسر بالغيرة على الوطن بل تكلفنا مواجهة حملة ضدنا، ودعت ذات المسؤولة الى تقوية الجبهة الداخلية التي قالت أنها تحتاج للمزيد من التماسك وبلورة خطة عمل واضحة المعالم". نفس المنحى عبر عنه ابراهيم الجماني البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، القيادي في حزب الجرار اتهم مسؤولين ديبلوماسيين في قنصليات المملكة بتلقي رشاوى لتسوية وضعية العائدين للمغرب، فيما اختار بعض لدعوة الوطن غفور رحيم الاستعانة بتدخلات للأعيان لضمان عودتهم للمغرب، وهو ما اعتبره الجماني أخطاء جسيمة تشكل أول صدمة العائدين.