بعد الرباط ونواكشوط ومخيمات تندوف، ينهي المبعوث الأممي إلى الصحراء كريستوفر روس جولته في المنطقة بالعاصمة الجزائر. هناك التقى أول أمس الأحد بالوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل بمقر وزارة الخارجية. روس الذي حل بالجزائر يوم الأحد، من المنتظر أن يدلي بتصريح صحافي عقب الانتهاء من جولته. بعد ذلك سيعود إلى واشنطن لإعداد تقرير حول الزيارة التي انطلقت منذ يوم العشرين من مارس المنصرم وتقديم مقترحات جديدة لمجلس الأمن، خاصة أنه صرح في بداية جولته بشمال إفريقيا بأن «الوضع بمنطقة الساحل وبلدان الجوار يجعل حل قضية الصحراء أمرا عاجلا أكثر من أي وقت مضى». نتائج جولة روس التي تدخل في إطار «الدبلوماسية المكوكية» سيقدمها يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي. وحسب موقع الجزائر تايمز المقرب من أنصار الحكم الذاتي، فإن المبعوث الشخصي للأمم المتحدة إلى الصحراء، وجه صفعة جديدة إلى قيادة البوليساريو خلال زيارته لمخيمات تندوف، وأضاف أن روس قال «ردا على مطالب قياديي الجبهة بدعم خيار تقرير المصير، وكذا مزاعمهم حول اتهام المغرب بارتكاب انتهاكات حقوقية في الصحراء : نتأسف لما يحدث، ولكن عليكم أيضا أن تكونوا أكثر احتراما لحقوق الإنسان من غيركم، فأنتم لم تستطيعوا إلى حد الساعة تقبل رأي شخص واحد خالفكم، لماذا لا تسمحون لمصطفى سلمة سيدي مولود بالدخول إلى تندوف لرؤية أبنائه والتعبير عن رأيه؟ فقضيته تشغل جزءا من الرأي العام أيضا». وقال الموقع إن «روس بابتسامته المعهودة الممزوجة بشيء من السخرية، قال «أليس واحدا من الصحراويين الذين تمثلونهم؟». ونقل الموقع عن سلمى ولد سيدي مولود قوله إن «روس أحرج قيادة البوليساريو التي تدعي التمثيل الحصري والشرعي للشعب الصحراوي، وأرادهم أن يعودوا إلى مبادئ التنظيمات التي تنص على أن الانخراط فيها هو اختيار طوعي وإرادي، وبالتالي يجب احترام وجود صحراويين يخالفون الجبهة أو لا يريدون الانتماء إليها، دون أن ينقص ذلك من صحراويتهم». وكان روس قد حل بنواكشوط العاصمة الموريطانية واستقبل من طرف الرئيس محمد ولد عبد العزيز الخميس المنصرم بالقصر الرئاسي، وصرح حينها أنه «أجرى في هذا الإطار مباحثات وصفها ب«المهمة جدا» مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز حول أهم الوسائل للعمل على تقدم مسار المفاوضات». وكان كريستوفر روس خلال زيارته للمغرب قد أجرى بالداخلة لقاءات مع البرلمانيين والمنتخبين وفاعلين محليين وحقوقيين وممثلين لجمعيات المجتمع المدني، والتقى بالرباط بعدد من المسؤولين المغاربة من بينهم رئيس الحكومة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين وممثلون عن الأحزاب السياسية ينحدرون من الأقاليم الجنوبية للمملكة.