في إطار سعي دول منظمة حلف الشمال الأطلسي لمواجهة ارتفاع التحديات والتهديدات الأمنية الجديدة، التي يفرضها اتساع نفوذ الدولة الإسلامية والأزمة الليبية، بدأت اول أمس الأربعاء مرحلة التمرين والتطبيق، التي تدخل في إطار أكبر مناورة عسكرية "للناتو" منذ نهاية الحرب الباردة، والتي أطلق عليها اسم " Trident Juncture'"، والتي تجرى في مياه المحيط الأطلنطي والبحر المتوسط. وتعرف هذه المرحلة (الثانية) التي تمتد إلى غاية السادس من الشهر المقبل (نونبر) مشاركة المغرب كبلد مراقب بطلب من الجارة الشمالية إسبانيا، علاوة على مشاركة أكثر من 36 ألف جندي من 30 بلدا، 20 ألف منهم سيتوزعون على مختلف الثكنات العسكرية بالجارة الشمالية، بالإضافة إلى عشرات الطائرات المقاتلات والسفن الحربية، في المقابل، أثار انتباه الخبراء العسكريين غياب الجزائر عن هذه المناورة، خاصة في ظل مشاركة روسيا كبلد مراقب، حسب مصادر إسبانية. في نفس السياق، أشارت مصادر إسبانية إلى أن هذه المناورة تختلف عن سابقتها كثيرا، إذ أنها تركز على تمرينات جوية وبرية وبحرية ستستعمل فيها حوالي 130 طائرة و60 سفينة حربية، لمواجهة كل المخاطر والتهديدات الالكترونية والكيماوية والبيولوجية، التي يمكن أن تهدد استقرار ومصالح دول حلف الشمال الإطلسي جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط وفي شمال إفريقيا. في هذا الصدد، قال الجنرال هانز لوثر دومروز رئيس القيادة العسكرية للحلف في هولندا، والذي يتولى قيادة التدريبات "لا يمكننا الاختيار بين التهديد الشرقي والتهديد الجنوبي. ينبغي علينا التدرب على الاثنين"، في إشارة واضحة منه إلى أن تهديد داعش لا يقتصر على العراق والشام، بل حتى الساحل الإفريقي وليبيا. ويشار إلى أن مناورة "" Trident Juncture'" هي الأكبر من نوعها التي يقوم بها حلف الشمال الاطلسي منذ نهاية الحرب الباردة، وتنقسم إلى مرحلتين: الأولى، تتجلى في التمرين على التعامل مع المسائل الحربية من مراكز قيادة العمليات، وهي ذات طابع نظري امتدت ما بين ال3 وال16 من الشهر الحالي؛ والثانية بدأت اول أمس وتنتهي في السادس من الشهر الجاري، وستعرف القيام بعمليات وتمرينات على الأرض لتدريب حوالي 30 ألف جندي كيفية التعامل مع التهديدات الحالية والمستقبلية للجماعات الإرهابية بدرجة أولى. وتجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى مشاركة المغرب كمراقب، ستعرف هذه المناورة أيضا مشاركة مراقبين من تونس، بالإضافة إلى بلدان صديقة لإسبانيا مثل البرازيل وكولومبيا، فيما تحدثت مصادر إسبانية عن مشاركة روسيا، أيضا، بعد دخولها مؤخرا على خط قصف داعش في سوريا.