من المنتظر أن يشارك المغرب في أكبر مناورات عسكرية يقوم بها حلف الشمال الأطلسي وحلفاؤه منذ نهاية الحرب الباردة، وتتضمن التدريب على كيفية التصدي السريع والفعال لكل التهديدات الأرضية والجوية والبحرية، التي تواجه دول حلف الشمال الأطلسي. ونقلت تقارير إعلامية، استنادا إلى ما كشفت عنه وزارة الدفاع الإسبانية، أنه من المنتظر أن يشارك المغرب رفقة تونس في أكبر وأضخم مناورات عسكرية، والتي تعرف باسم «تردنت جانكشر»، خلال الفترة الممتدة بين الثالث من أكتوبر والسادس من شهر نونبر المقبلين في مياه البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق. وتعد المناورات العسكرية المرتقبة الأكبر والأضخم التي ينظمها حلف الشمال الأطلسي «الناتو» منذ نهاية فترة الحرب الباردة، إذ كشفت المصادر ذاتها أن المناورات ستعرف مشاركة أكثر من 30 ألف جندي من 30 دولة من مختلف أنحاء العالم، 20 ألفا منهم سيخضعون للتدريب في 16 مركزا عسكريا في مختلف مدن الجارة الشمالية للمغرب. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن التدريبات تتمحور حول التدريب على التحديات الإرهابية التي تواجه الجيوش، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر، والعمل على التدخل السريع والفعال ضد التهديدات الإرهابية المتزايدة. ويشارك المغرب رفقة كل من تونس والبرازيل ودول أخرى إضافة إلى أعضاء حلف الشمال الأطلسي، في وقت يأمل المشرفون على المناورات في مواجهة التهديدات المتزايدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وعلى رأسها تهديدات التنظيمات الإرهابية وظاهرة الهجرة السرية التي شهدت ارتفاعا غير مسبوق في الفترة الزمنية الأخيرة. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يشارك فيها المغرب في أنشطة الحلف ومناوراته العسكرية، سواء تعلق الأمر بمشاركته على الأرض أو بمشاركته بصفة مراقب، كما هو الشأن بالنسبة إلى المناروات المرتقبة، كما أن المغرب يشارك، أيضا، بصفة منتظمة في اجتماعات اللجنة العسكرية الخاصة بالتشاور مع بلدان الحوار المتوسطي، التي تنعقد مرتين سنويا على مستوى هيئة أركان الحرب والدفاع.