مريم بوتوراوت– مامون خلقي في ظل الجدل حول مسودة مشروع الخدمة الإلزامية، والاحتجاجات المرافقة له، أقدمت قوات الأمن على تفريق وقفة لطلبة كلية الطب بالرباط واعتقال عدد من الطلبة. وحسب ما أكد وليد مصباحي، ممثل طلبة كلية الطب في العاصمة، فإن هؤلاء كانوا في "وقفة احتجاجية سلمية داخل الحرم يرددون الشعارات الاحتجاجية"، قبل أن "يفاجأوا بإنزال أمني كثيف وبرجال الأمن يدخلون إلى الحرم الجامعي لتفريق الوقفة وتعنيف الطلبة باستخدام العصي، قبل أن يلجأ الطلبة إلى مقصف الكلية الذي حاصرهم فيه رجال الأمن ثم طردوهم منه ومن الكلية برمتها، يروي المتحدث نفسه. وقال مصباحي إن قوات الأمن اعتقلت عددا من الطلبة، "وجرى اقتيادهم داخل سيارات الأمن إلى وجهة مجهولة"، حسب تصريحات المصباحي ل"اليوم 24″. من جهتها أكدت إيمان بلعباس، عضو تنسيقية الرباط، في تصريح مماثل، أن عميد الكلية خير الطلبة المحتجين بين فض الاحتجاج أو طلب الأمن الذي يرابط خارج أسوار الكلية لتفريقهم، غير أن الطلبة قرروا الاستمرار في شكلهم الاحتجاجي، مما دفع عميد الكلية إلى طلب الأمن، الذي تدخل وفرق الوقفة، واعتقل 5 طلبة لا زال مصيرهم مجهول لحدود الساعة، بحسب إيمان. وأضافت بلعباس أن كلية الطب بالرباط تشهد احتجاجات بشكل يومي ضد مشروع الخدمة الإجبارية، حيث وصل عدد الوقفات إلى حوالي 121 وقفة، غير أن هذه هي الوقفة الأولى التي تتعرض للقمع داخل أسوار الكلية. وتأتي احتجاجات الطلبة الأطباء بعد وصول الحوار بين وزارة الصحة واللجنة الوطنية للطلبة الأطباء إلى الباب المسدود، ورفضهم بشكل مطلق مسودة مشروع قانون الخدمة الصحية الإلزامية، ومقاطعتهم الدروس النظرية والتطبيقية والتداريب في الجامعات، إلى جانب المطالبة بتحقيق ملفهم المطلبي، الذي يتضمن "إعادة الاعتبار المادي والمعنوي لدكتوراه الطب بالمغرب، مع إعادة النظر في منظومة الأجور الخاصة بالأطباء المتعاقدين، والزيادة في تعويضات الأطباء غير المتعاقدين والداخليين، وإقرار التعويض عن المردودية".