على بعد يوم واحد من إنطلاق عرض الفيلم المغربي المثير للجدل "الزين اللي فيك" في القاعات السينمائية الإيطالية، تحدثت جرائد إيطالية متفرقة وكبيرة عن شريط نبيل عيوش، ونشرت مواقع إلكترونية إخبارية معروفة مقاطع منه مدبلجة إلى اللغة الإيطالية، وركزت جل الجرائد على تناول الفلم لظاهرة الدعارة في إحدى أشهر المدن السياحية العالمية، وعلى كون السلطات المغربية منعت عرضه في القاعات السينمائية بالبلد. جريدة "لاريبوبليكا" الواسعة الإنتشار، أجرت الحوار التالي مع بطلة الفيلم لبنى أبيضار، حيث أجابت فيه الممثلة المغربية عن أسئلة مرتبطة بالفيلم، وبخصوص تعرضها للتهديدات بسببه وأشياء أخرى. فيلم "الزين اللي فيك" فيلم جريء، حوارات بكلمات نابية، إثارة طابو المثلية، التحرش، المخدرات، من أين لكِ هذه الشجاعة لأداء دور "نهى"؟ لقد وُلدت في حي جد فقير بمراكش، وهذا الحي تتواجد فيه عاهرات كثيرات، وكنت دائما أكنّ احتراما وحباّ لهؤلاء النسوة، كنت دائما أفكر أنني يومًا ما سأنقل واقعهن وحقيقة ما يعشنه، وليس فقط مظاهرهن الخارجية. وهذا ما مدّني بالشجاعة الكافية للمشاركة في الفيلم. كانت والدتي دائما تأمرني بعدم الكلام مع هؤلاء العاهرات، لأن مصيرهن النار، كما كانت تقول . وكنتُ دائما أطرح سؤالا مفاده: لماذا ستكون النار هي نهاية أولئك السيدات الجميلات، الأنيقات والمبتسمات باستمرار، واللواتي يعطينني قطع حلوى عندما كنت طفلة؟ ما قصة اختيارك لهذا الدور ؟ عندما علمت بأن نبيل عيوش يبحث عن ممثلات لِفيلم يريد إنجازه حول الدعارة، إرتديت ثيابا على أساس أن أظهر كعاهرة، وذهبت للقائه في مكتبه، لكنه في اليوم الموالي اكتشف أنني ممثلة، ولم يقبل أن أؤدي دور البطلة في فيلمه. لكنه بالمقابل إختارني كمستشارة له في التحضير للشريط. بعدها إلتقينا بحوالي 200 إلى 300 عاهرة واستمعنا لهن.. كانت لقاءات مهمة وصادمةً .غير أنه في نهاية المطاف أقنعته أن أكون بطلة الفيلم وهذا ما حدث. "نهى" تتقاسم البيت والمهنة مع راندا وسكينة (وفي مرحلة لاحقة حليمة)، إنها إمراة قوية وتدرك جيدا انها شخصية وقِحة، لكنها رحيمة أيضا عندما تتنقل لتسلم النقوذ لوالدتها التي تُذِلها رغم ذلك. لا يجب بالضرورة أن تكون المرأة عاهرة حتى تُجرح أنوثتها: ألم يسبق لك أن عشتِ في الواقع ما عشته في الفيلم ؟ في لحظات كثيرة في الفيلم فكرتُ فيما تعانيه النساء العربيات وأنا من ضمنهن، علاقتي بالعائلة ، حكاياتي مع الأمن، كل هذا يجعلني أفكر في ظروف النساء في مجتمعنا، الذي يعد فيه الرجل هو صاحب القرار. النساء العربيات سيتملكهن حب الإستطلاع وسيتشوقن لمشاهدة الفيلم، الذي اتُّهم مسبقا بكونه فيلم بورنوغرافي، وبكونه يسيء لصورة المرأة المغربية أليس كذلك ؟ أنا انتمي إلى وسط فني، ولست كأي امرأة مغربية عادية، أظن ان الفيلم مهم جدا، أظن أنه يكفي فقط وجود امرأتين جريئتين وشجاعتين لتغيير نمط تفكير الآخر في المجتمع وتوعيته، لقد آن الأوان للمرأة العربية ان تستفيق من سباتها. في الفيلم من بين الرجال، هناك شخصين فقط أظهرهما الفيلم بوجه إيجابي، السائق الذي بقي حذرا ويقضا طوال الوقت والفرنسي الذي سقط في حبك، والذي صورتِ معه مقطعا وأنت عارية تماما، وهو نفسه المقطع الذي أثار الجدل وجعل مهاجمي الفيلم يصفونه بالبورنوغرافي. لماذا قبِلت " نهى" تغيير حياتها؟ لأنها لم تعرف الحب من قبلُ ، ولأنها صادقة في حبها، ولأنها خائفة أيضا. من غير المعقول إعتبار ذاك المقطع من الفيلم بورنوغرافي، إنه المقطع الناعم في الشريط، والذي كان بالنسبة لي تصويره صعبا وجعلني أبكي طوال الوقت. ما جديد الدعاوى القضائية، التي تواجهينها والتهديدات التي تتعرضين لها في بلدك ؟ قرار منْع الفيلم في القاعات السينمائية بالمغرب لا يزال ساريا، لكن القرصنة نشيطة جدا في هذا الباب في المغرب. نواصل الذهاب أنا ونبيل (عيوش) إلى المحاكم ، لدي دعوى قضائية أخرى يوم الأربعاء بمراكش .تلقينا تهديدات بالقتل ولا أحد من الحكومة تضامن معنا . أنا لستُ خائفةٍ .أكرر دائما قولة مفادها : حتىّ لو متُّ فالعاهرات سيستمرن في الوجود ، ولن تتغير وضعية النساء العربيات ، وسيستمر فيلمي في الوجود أيضا. سيصبح صعبا عليك الإستمرار كممثلة في السينما المغربية ، من يدري إلى متى سيلاحقك نعت "العاهرة" ؟ سيكون الأمر كذلك فعلا . لكن ذلك لن يشغل بالي ، لدي اقتراحات عمل كثيرة ولدي وكيل فرنسي كثير الدينامية.