الآن وقد شاهدت فيلم نبيل عيوش ' الزين اللي فيك' كاملا ، يمكنني أن أدلي برأيي في الفيلم بعيدا عن أي تشنج أو حكم قيمة 1 الفيلم يدعي أنه يتحدث عن الدعارة ،هذا خطأ ، لأن جل الأفلام في العالم التي تتحدث عن الدعارة ،تتناولها من وجهة نظر الاستغلال البشع الذي تقوم به عصابات القوادة، وشركات الجنس ،واستغلال النساء وامتهان كرامتهن..وعندما تعطى الكلمة لمحترفات الجنس فهن لا يتحدثن عن ليالي التهتك ولا يعبرن عن تلذذهن بعملهن ، ولا يقبلن مطلقا حتى أن يلقبن بالعاهرات ..مؤخرا صدر كتاب في فرنسا بقلم محترفة جنس سويسرية تتحدث فيه عن أنها تستمتع بعملها كعاهرة، فقامت كل منظمات المجتمع المدني من النساء وحاربنها بشراسة كبيرة لأن المرأة لا يمكن أبدا أن تفتخر أو تستمتع ببيعها للحمها. 2 كان على عيوش في البداية أن يحدد نوع فيلمه ، فكما نقول عن فيلم ما انه فيلم كوميدي أو اجتماعي أو بوليسي الخ ، كان على عيوش أن يصرح بأنه صنع فيلما بورنوغرافيا' متكاملا و باحترافية كبيرة ،وأن طموحه هو أن يكون أول مغربي وعربي يصنع مثل هذا النوع من الأفلام ، وهذا لن يضره في شيء لأنه مادام قد قرر أن يدخل " التاريخ" فعليه أن يتحمل تبعات من يصنعون التاريخ وأن يمتلك شجاعتهم . 3 الفيلم كباقي أفلام البورنو لا بنية درامية له ولا حبكة ولا قصة وشخصياته بدون عمق وبلا خلفية سيكولوجية ، وجل المشاهد هي مشاهد إغراء وإثارة وجنس ومجون ، وهذه تماما هي بنية الفيلم البورنوغرافي ، فتيمته هي البحث عن ذريعة لتصوير مشاهد الجنس بكل تفاصيلها . 4 الفيلم حتى وهو يدخل في خانة الأفلام الإباحية ، فهو يكرس صورة نمطية عن المرأة المغربية ، وعاهراته يتغنين بفرج المرأة المغربية ويقمن بالدعاية له لدى سياح اللذة الخليجيين ..في جل أفلام البورنو العالمية لا تقوم العاهرات بالإعلان عن جنسيتهن أو يقمن بالدعاية لبلدانهن على اعتبار أنها بلدانا للسياحة الجنسية ، وفيلم " الزين اللي فيك" مع الأسف الشديد يصر على نوع خاص من الجنس ، وهو الجنس المغربي مع مغربية MADE IN MOROCCO 5 شيء جد مقزز أن يتم استغلال طفل بريء ليتحدث عن تجاربه الجنسية أمام الكاميرا، فهذه الاعترافات يجب أن تكون في محاضر الشرطة لتقوم بإيقاف المتهمين.. 6 الفيلم لا يتحدث عن الدعارة في المغرب وإنما يقوم بالدعاية لها..وإحدى بطلاته تفتخر بأن نساء المغرب هن بيتروله ..كما لو أن كل المغربيات عاهرات ..لماذا أصر عيوش أن تتحدث العاهرات في فيلم إباحي بورنو غرافي باسم المرأة المغربية؟ هذا هو السؤال ... بقلم: عبد الإله الحمدوشي