لقد شاهدته لقد شاهدته الزين اللي فيك كاملا وليس لقطات مقتطعة من الفيلم . الآن يمكنني أن أحكم عليه. لا أنا أريد ذلك، لا أريد أن أن أذهب به مع الجموع الغاضبة إلى المقصلة ولا أريد أن أدفع مع القلة المفكرة المعبرة التي تدفع بمبدأ حرية الإبداع والتعبير للتبرير. الأمر ملتبس أليس كذلك. ولكن هي مشاعر ملتبسة ومتناقضة روادتني أحسست به من بداية الفيلم إلى نهايته، مشاعر كره ومشاعر تعاطف، مع ضربة البداية كانت الصدمة قوية، مع الجنس مع الكلام القاصح، لنهى وصديقاتها، أليست هذه لغتهن، أليس هذا هو واقعهن. الفن يعكس الواقغ يعكس الحقيقة ؟ ألم تكن هناك طريقة أخرى للمقاربة ؟ ذلك جدل فني وغير فني لن نتنهي منه، في البداية كرهت هؤلاء العاهرات كرهت عيوش الذي يقسو عليهن ويتلذذ في القسوة عليهن أكثر من الواقع من خلال الصورة ، لكن شيئا فشيئا بعد الصدمة التي جعلتني أتحرك غير ما مرة في الكرسي غير الوتير، بدأت أدخل في النص في الأجواء القاسية، فشيئا فشيئا بدأت أتعاطف مع هؤلاء العاهرات أو اللواتي يمثلن عاهرات، ألسن إنسانات لهن مشاعر لهن أحاسيس ، لهن لحظات ضعف ولهن لحظات قوة، لهن لحظات قسوة على أنفسهن وعلى بعضهن البعض، ولهن لحظات ضحك أو يصنعن لحظات ضحك، في غمرة الجنس ، يجعلن حتى المشاهد يضحك ، نعم الزين اللي فيك عن عاهرات أو عاملت جنس بلغة مهذبة يضحكن ويضحكن الآخرين ويتعاطفن مع ناس آخرين ويحلمن ( رندة التي تحلم بالالتحاق بأبيها في إسبانيا ) لكن وأنا أكتب من أثر مشاهدة الفيلم يخاطبني مخاطب داخلي، حذاري من أن تصنع من هؤلاء نماذج أو شخصيات كما يقع في بعض الروايات حيث العاهرة تمارس الدعارة ولكنها بطلة تناصر المظلومين وتقف في وجه الشر وتتمرد على قواعد اللعبة،وتتكلم لغة عالمة أوفلسفية ، هذه الصورة ليست في الفيلم ، إنهن يمثلن يمارسن الدعارة ووعلى وعي بذلك ولا يقمن بشيء آخر ، تفاصيل كثيرة في الفيلم تشاهد وتحس ولا تحكى لإنها تفقد حرارتها. الأحاسيس مرة أخرى تطل مرة أخرى برأسها وأنا أشاهد الفيلم كاملا ، أحسست بشخصية سعيد أو الممثل الذي يمثلها عبد الله ديدان ، لقد كنت قد كرهته وأنا مع الجموع أشاهداللقطات المقتطعة من الفيلم، لكني راجعت موقفي أو هو تراجع أوتوماتيكيا وأنا أشاهده في هذه الشخصية داخل السياق بكامله وليست مقتطعة أو مختصرة لغرض من الأغراض، شخصية لاتتكلم كثيرا، لكن في صمتها وفي هدوئها قوتها كشخصية سينمائية غير نمطية، تسوق بالعاهرات أو عاملات الجنس، وتتعاطف معهن بدون ضجيج أو تضخيم ، كثير ما قيل وما يقال عن الفيلم ولكل زواية نظره وموقفه لكن المهم في الأمر بالنسبة لي أنني في نهاية الفيلم أحسست براحة لأني تخصلت من الجدل على الفيلم ومن صداع رأس ومن مشاعر أولية طبيعية تجعلك في بعض الأحيان تكون أقرب إلى الجموع وأبعد عن نفسك ، أليس الاصطفاف مع الجموع أسهل وأأمن وأكثر راحة . أليس الفن مطهرا أليس كتارسيس حتى في أفلام القتل والرعب والجنس فيها تطهير من كثير من الأشياء،.... لكن كثيرين أو الجمهور الواسع لن يكون في إمكانه مشاهدة الفيلم لأنه منع قبل أن يطلب صاحبه تأشيرة العرض وحتى لوعاود وضع طلبه لدى اللجنة المختصة فإن المرجح أنه لن ينال الفيزا، فهناك من تحمل قرار المنع سياسيا وصرح بذلك وليس هناك على حسب ما أظن له القدرة على تحمل التراجع عن القرار سياسيا