بعد ثلاثة أيام، على تنظيم وقفة احتجاجية أمام كلية الطب والصيدلة في الدارالبيضاء ببيع المناديل الورقية وغسل السيارات في الشوارع، جدد طلبة الطب، صباح اليوم الاثنين، احتجاجهم ضد الخدمة الإجبارية من داخل المستشفى الجامعي ابن رشد، حيث قادوا مسيرة من وسط المستشفى صوب مركز تحاقن الدم للتبرع بالدم. وعلى امتداد الطريق إلى مركز تحاقن الدم، ردد أزيد من 500 طالب وطالبة شعارات ضد وزير الصحة الحسين الوردي، وقرار الخدمة الإجبارية، بالقول "يا طالب صوتك مسموع، يا طالب راسك مرفوع"، و"لا للإجبارية لا للعبودية"، و"واخة تعيى ما تطفي غا تشعل غا تشعل". وأكد علاء العيساوي، طالب طب سنة ثامنة، وعضو مجلس كلية الطب والصيدلية، في حديث مع "اليوم24″، أن طلبة الطب سيستمرون في احتجاجاتهم المتزامنة مع مقاطعتهم للدراسة إلى حين الحصول على جميع مطالبهم. شاهد أيضا * طلبة الطب يحتجون ضد الوردي بلباس سجناء "غوانتانامو" وبيع "كلينيكس"-صور » * خريجو و طلبة الطب المغرب يهاجمون الداودي والوردي » وأضاف المتحدث نفسه، أن عملية التبرع بالدم كانت مُسطرة في برنامجهم النضالي، قبل الانتقادات التي وجهت إليهم منذ، الجمعة الماضي، حين احتجوا ببيع المناديل الورقية وغسل السيارات "الإنزال التاريخي بمركز تحاقن الدم البيضاء، جاء بعد الدعوة التي أطلقها المركز الوطني، الذي أكد تسجيل خصاص كبير في المراكز الجهوية على رأسها الدارالبيضاء والرباط.. تعاملنا اليومي مع المرضى يجعلنا على دراية كاملة بأهمية هذه المادة الحيوية، وغيابها يعني موت المريض"، مضيفا أن "إحساسنا بالمسؤولية تجاه وطننا والمواطنين، جعلنا نحتج داخل المستشفى الجامعي والخروج منه صوب مركز تحاقن الدم، ونحاول سد ولو جزء يسير من الخصاص". وردا على الانتقادات، التي وجهت إليهم واتهامهم بالتعالي والتكبر على مهن شريفة أخرى، كغسل السيارات وبيع المناديل الورقية، قال المتحدث نفسه ل"اليوم24″، إن "الخطوات النضالية لا تعتمد على رد فعل حول الخطوات السابقة، نحن نحترم المنتقدين رغم أن أهدافنا من وراء تلك الوقفة ليس بالضبط ما فهموه". وشدد علاء العيساوي على أن الهدف من طريقة الاحتجاج ببيع المناديل الورقية وغسل السيارات ليس تكبرا نهائيا "ما أود شرحه في البداية، هو أنه عيب وعار اعتبار مثل هذه الأعمال مهنا في دولة كالمغرب، هذه أعمال يقوم بها المواطنون اضطرارا، فهم وعوض الخروج للسرقة والسعاية، يلجؤون إليها حفاظا على جزء يسير من كرامتهم.. رسالتنا هي أنه في إطار غياب رؤية واضحة لمستقبل الطبيب بعد الخدمة الإجبارية، سيكون مستقبله مثل هؤلاء الناس"، مسترسلا: "فنينا حياتنا كاملة في الطب، وما نعرفوش مهنة أخرى من غير الطب، غير ذلك سنلجأ إلى بيع "كلينيكس"، وغسل السيارات". ووجه المتحدث نفسه رسالة إلى المنتقدين بالقول: "أريد أن أخبرهم أن عهد أبناء البورجوازيين انتهى، يدرس معي طلبة يضطرون خلال فصل الصيف إلى كراء المظلات الشمسية في الشاطئ والاشتغال في مقاه لتوفير مصاريف دراستهم". وسيتبرع جزء من طلبة الطب بالدم اليوم الاثنين، وجزء آخر غدا الثلاثاء، وبعد غد الأربعاء، إلى حين ان يتبرع الجميع، لسد الخصاص، فيما سيواصلون احتجاجهم ضد الوزير.