لم تقتصر ردود الأفعال حول النتائج النهائية للانتخابات الجماعية والجهوية، التي تم الإعلان عنها، اول أمس السبت، والتي تصدر فيها حزب العدالة والتنمية انتخابات أعضاء مجالس الجهات بحصوله على 174 مقعدا (25,66 في المائة)، فيما احتل حزب الأصالة والمعاصرة الصدارة في مجالس الجماعات بحصوله على 6655 مقعدا (بنسبة 21,12 في المائة)، على الصحافة الوطنية بل حتى نظيرتها الإسبانية والمحللون الإسبان أدلوا بدلوهم، مؤكدين اكتساح حزب العدالة والتنمية لصناديق الاقتراع، خصوصا في المدن الكبرى مثل الدارالبيضاء، وفاس، وطنجة، وأكادير، والقنيطرة، ومراكش. كما اعتبر مجموعة من المهتمين الإسبان بالشأن المغربي أن سر نجاح الإسلاميين في المغرب يكمن في قوتهم التنظيمية، واعتمادهم في الحملات والمراقبة على مناضلي الحزب، على عكس الأحزاب الأخرى التي تلجأ إلى التعاقد مع من يقومون بالحملات الانتخابية ومراقبة صناديق الاقتراع. وفي هذا الصدد، خرجت صحيفة "الباييس" الواسعة الانتشار بعنوان عريض:" الإسلاميون يعززون مواقعهم في السلطة بالمغرب"، مشيرة إلى أن الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة عززت مواقع حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية المعتدل في السلطة أكثر من أي وقت مضى، إذ إنه إذا فاز عام 2009 بعمودية مدينتي القنيطرة وتطوان والانتخابات التشريعية عام 2011، فإنه ابتداء من الآن سيبسط سيطرته على بلدية الرباط، وطنجة، وأكادير، والدارالبيضاء، وفاس. وأضافت الصحيفة نفسها: "هكذا جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن أغلبية وسائل الإعلام، التي كانت أكثر انتقادا لهذا الحزب"، كما أكدت أن جزءا كبيرا من نجاح "لبيجيدي" يعود، أيضا، إلى كاريزما وشعبية أمينه العام، عبد الإله بنكيران، واصفة إياه بالسياسي الذي "يأسر ملايين الناخبين بمزاجه الطيب ولغته الواضحة والمباشرة". في السياق نفسه، خرجت صحيفة "آ ب س" بعنوان عريض مفاده أن "الإسلاميون حققوا فوزا واضحا في كبريات المدن"، معتبرة حزب العدالة والتنمية الفائز الحقيقي بالانتخابات الجماعية والتشريعية بالمغرب، وأضافت أنه على الرغم من بعض الإصلاحات والتدابير الجريئة، التي أقدمت عليها الحكومة التي يترأسها الإسلاميون إلى أنهم لم يتعرضوا للاستنزاف، بل على العكس تقدموا واحتلوا الريادة في مدن كبيرة، تاركين العالم القروي لحزبي الأصالة والمعاصر وحزب الاستقلال. كما أشارت إلى أن حزب البام "الشاب" فاز فقط في منطقة الريف، كما أن الأحزاب التاريخية مثل الاستقلال أصابها الوهن. أما صحيفة "لاإنفورماثيون" فأشارت إلى أن حزب العدالة والتنمية "فاز بمقاعد المجالس الجهوية، فيما حل ثالثا في المجالس الجماعية على بعد سنة من الانتخابات التشريعية"، مشيرة هي أيضا إلى أن عبد الإله بنكيران نجح في أول معركة انتخابية كرئيس للحكومة، وأضافت أن الأجواء العادية التي مرت منها الانتخابات، باستثناء بعض الأحداث المعزولة، والتي لم تؤثر في السير العادي للانتخابات. وعلى غرار الصحافة الإسبانية أشاد الأستاذ بيرنابي لوبيز، المختص في العلاقات المغربية، والمراقب الدولي المعتمد من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان في هذه الانتخابات، بفعالية الماكينة الانتخابية للبيجيدي قائلا: "في مراكز الاقتراع بالرباط، التي عاينتها، كان الإسلاميون هم الذين يتوفرون على أشخاص منظمين. في كل صندوق اقتراع يتوفرون على مراقب خاص، مناضلين لديهم قناعات، على عكس أحزاب أخرى، التي كان عليها التعاقد مع المراقبين". وبخصوص نتائج الانتخابات، أبرز بيرنابي أن السنوات الثلاث التي قضاها الإسلاميون في السلطة لم تستنزفهم قائلا: "وجدوا أنفسهم مضطرين إلى رفع أسعار الغاز والقيام باقتطاعات اقتصادية، لكن لا شيء من هذا جعلهم يدفعون الثمن. ويمكن أن يعزا هذا إلى كون الكثير من الناس لا ينظرون إليهم كحاكمين فعليين، ويعتقدون أن من يحكم، في الواقع، هو الملك". ويذكر، أن النتائج النهائية التي تم إعلانها اول أمس السبت، تصدر فيها حزب العدالة والتنمية انتخابات أعضاء مجالس الجهات بحصوله على 174 مقعدا (25,66 في المائة)، متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة ب 132 مقعدا (19,47 في المائة)، وحزب الاستقلال ب 119 مقعدا (17,55 في المائة)، فيما تصدر حزب الأصالة والمعاصرة تصدر نتائج الانتخابات الجماعية برسم اقتراع رابع شتنبر، بحصوله على 6655 مقعدا (بنسبة 21,12 في المائة)، متبوعا بحزب الاستقلال الذي حصل على 5106 مقعدا (16,22 في المائة)، وحزب العدالة والتنمية الذي حصل على 5021 مقعدا (15,94 في المائة).