قال محمد الطوزي إنه بعد انهيار الإخوان المسلمين، لم يعد هناك رهان إسلامي بالمغرب. والدليل هو «داعش» نفسها التي ليست بالفاعل الإسلامي، ولكنها، بالأحرى، جماعة تقوم بعرض رؤيتها الأكثر كاريكاتورية للإسلام بنوع من الإخراج و»الفرجة». داعش بمثابة الفاعل الذي يشارك في تغيير أوراق الشرق الأوسط، بمباركة من فاعلين رئيسيين آخرين. واضاف الطوزي في حوار مع "تيل كيل": "داخل الساحة الإسلامية المغربية، تعتبر العدل والإحسان الأكثر مغربية من بين الحركات الإسلامية. هي توجد حقيقة في المعارضة، لكنها تعمل على تطوير طريقة لترسيخ موقعها محليا. وهي منفتحة على احتمالات يمكن أن تصبح فيها مصدرا لتسوية ولحل وضعيات الجمود السياسي.. لا يجب أن ننسى أن النظام السياسي المغربي يتغذى من الانشقاق على المدى الطويل". ويؤكد عالم الإجتماع ان الحركة توجد اليوم في وضعية جمود بعد وفاة مؤسسها الشيخ عبد السلام ياسين ، وهناك عدة جوانب تفسر هذا الجمود يلخصها الطوزي في النقط التالية: "التوترات الناتجة عن إغراءات الوضع الجديد لحزب العدالة والتنمية، المواقف السابقة للشيخ ياسين، وأيضا هناك عدم قدرة الجماعة على تجاوز التناقضات بين الأجيال الأربعة من مناضلي الجماعة ذوي تكوين وثقافة مختلفين.. لكن داخل هذا التجمع، يوجد رجات للدولة مستقبلا. بالتأكيد، تمر الجماعة بأزمة ، لكن أن تستمر الجماعة في الوجود بعد وفاة الشيخ يعتبر هذا مؤشرا على الصحة الجيدة للجماعة. إنها حركة محلية بالكامل ووطنية وتنبذ العنف. ولا يجب أن ننسى أنه حتى في فترة ياسين، كانت الجماعة بالفعل تبحث عن التسويات مع النظام الملكي. فالجماعة تعتبر مكانا للتربية السياسية والروحية. وتذكرنا، من خلال بعض الجوانب، ما كان يمكن أن يكون عليه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أو الحزب الشيوعي المغربي في زمنهما: أي مختبرا لتكوين مواطنين، ليست لهم كفاءة في بعض الأحيان، لكن لديهم قناعات. وهذا من حظ المغرب أيضا أن لا يوجد فراغ مطلق، بحيث تظل هناك دائما معارضات ورؤى تنافسية".