"كود" ما تأثير وفاة عبد السلام ياسين على جماعة العدل والاحسان بوفاة الشيخ عبدالسلام ياسين تفقد الجماعة مؤسسها و رمزها و مرشدها التربوي و الروحي و أيضا منظرها الأول لأن جل أدبيات الحركة و المنهاج الذي تسير عليه العدل و الإحسان منذ عقود هو من وضع الشيخ ياسين. إذن فخسارة المرشد لا يمكن تعويضها من قبل الجماعة و على جميع المستويات . إلا أن العدل و الإحسان منظمة و مهيكلة منذ مدة من أجل تجاوز إمكانية وفاة ياسين لكي تمر مسألة خلافته بشكل سلس و بدون مشاكل. فعلى المدى القريب ، ليس هناك مؤشرات لتغييرات جذرية داخل الجماعة لا على المستوى التنظيمي أو السياسي ، لأن فكر ياسين و رأيته لهوية الجماعة سيظل مهيمنا و متبعا من قبل أعضائها.
"كود: ماذا يعني بالنسبة لكم ان الجماعة لن تقبل باللعبة السياسية بقواعدها الحالية؟ بطبيعة الحال هناك مجموعة من قواعد اللعبة السياسية التي ترفضها العدل و الإحسان و على رأسها الإعتراف بالسلطة الروحية و الدينية للملك و صفته كأمير المؤمنين التي تعتبر كمدخل أساسي لولوج العمل السياسي العلني و المؤسسات الرسمية، و خصوصا للحركات الإسلامية . لكن هذا الموقف سيكون قابلا للتبدل و التغير في حالة ما إذا ظهر داخل الجماعة توجه براغماتي و إصلاحي يعتبر بأن العمل السياسي داخل المؤسسات لا يتنافى مع المشروع التربوي و الفكري للعدل و الإحسان .
"كود": هل وصية عبد السلام ياسين للجماعة تشديد على مواقف الجماعة؟ في وصية عبد السلام ياسين مجموعة من الأشياء التي تشكل عمادا لهوية العدل و الإحسان و تصورها الإجتماعي و الحضاري و السياسي، و خصوصا فيما يتعلق بقضايا التربية الروحية و التماسك بين أفراد الجماعة و قضية الخلافة كأفق تاريخي لا يمكن تجاوزه و أنه حتمية دينية و سياسية . هذه الوصية و كتابات ياسين الأخرى ستشكل وثائق سيتم الإحتكام إليها فيما بعد من قبل التيارات و التوجهات التي ستظهر داخل الجماعة من أجل تحديد خطها السياسي .
كود" "هل جنازة مرشد الجماعة ستكشف حجم هذه الجماعة؟ ممكن، هذا سيتوقف على مفاوضات الجماعة مع السلطات العمومية حول تنظيم الجنازة و تسطير و تحديد مسارها وأيضا في الرسائل السياسية التي تود العدل و الإحسان ارسالها للدولة. و لكن حجم الحضور في الجنازة سيكون بدون شك كبيرا نظرا لمكانة ياسين عند اتباعه الذين سيحاولون الحضور بشكل كثيف لوداعه، حيث يجب أن لا ننسى أن الراحل لم يكن فقط شيخ جماعة بل مرشدا و أبا روحيا و شبه "قديس" محاطا بحالة من التبجيل و الإحترام داخل العدل و الإحسان