تشد مقاطعة امغوغة بطنجة الأنظار إليها خلال الانتخابات الجماعية المقبلة باعتبارها دائرة انتخابية يصفها المرشحون بأنها «دائرة الموت». هذه المقاطعة التي يصل عدد سكانها إلى نحو 170 ألف نسمة، سيترشح فيها ثلاثة مرشحين؛ اثنان منهم مرشحان فوق العادة لنيل منصب العمودية، ويتعلق الأمر بفؤاد العماري عن حزب الأصالة والمعاصرة، والبشير العبدلاوي عن حزب العدالة والتنمية، أما المرشح الثالث فهو المنسحب من حزب التجمع الوطني للأحرار، عبد العزيز بنعزوز الذي سوف يترشح في لائحة مستقلة بدعم من أحد الأشخاص يوصف بأنه من «الماكينات» الانتخابية بالمدينة، وهو عبد النبي مورو. مقاطعة امغوغة، التي تعاني بنية تحتية هشة وانتشار السكن العشوائي في معظم أرجائها، ستشد الأنظار إليها خلال الحملة الانتخابية، إذ من المتوقع أن يلقي الأمين العام، عبد الإله بنكيران، خطابا جماهيريا أثناء الحملة، كما يرتقب أيضا أن يحل بها الأمين العام للأصالة والمعاصرة لدعم لائحة العمدة. هذه المقاطعة، التي تضم واحدا من الأحياء الشعبية الأكثر كثافة سكانية ويتعلق الأمر بحومة «الشوك»، سوف تشهد معركة ساخنة بين هذه اللوائح، ويرى مراقبون أن اللائحة الأكثر حظا لنيل الأصوات هي لائحة العدالة والتنمية، ثم تأتي لائحة اللامنتمين ولائحة العمدة المنتهية ولايته في المرتبة الثانية. من جهتها، اعتبرت مصادر جماعية أن لائحة المستقلين التي يرأسها رئيس المقاطعة السابق، عبد العزيز بن عزوز، والتي يوجد فيها عبد النبي مورو وصيفا، من شأنها أن تخلق المفاجأة، بيد أن الصراع سيظل مفتوحا والنتائج تبقى من الصعب التنبؤ بها في هذه المقاطعة المثيرة. من جانب آخر، يرى سكان المقاطعة أن تصويتهم سيتجه إلى الأصلح وإلى المرشح القريب منهم. عبد السلام الهبطي، واحد من أبناء هذه المقاطعة يقطن في حي طنجة البالية، قال ل«أخبار اليوم» إنه يفكر في مقاطعة هذه الانتخابات لأنه لم ير أي تحسن في المقاطعة وهو الذي يعيش فيها منذ 35 سنة، وأوضح الهبطي أن الفقر مازال يعشش في المنطقة، كما أن هناك مناطق كثيرة لا يصل إليها الكهرباء، قبل أن يتساءل: «أين دور المرشحين الذين ننتخبهم؟». رقية الوردي، شابة من شباب المقاطعة، ترى عكس المتدخل الأول، فهي تعتقد أن هناك مجهودات بذلت في هذه المقاطعة من قبل المنتخبين، لذلك ترى أن عليها الذهاب إلى صناديق التصويت من أجل دعم المرشح الأصلح بالنسبة إليها. تقول رقية وهي عشرينية: «إنها أول مرة سوف أدلي فيها بصوتي، وأنا رفقة أفراد عائلتي قررنا أين ستتجه أصواتها». من جهته، يرى مراد الهاشي أن الأوضاع في مقاطعة امغوغة ليست في مستوى تطلعات السكان، موضحا، في حديث مع «أخبار اليوم»، أن المنتخبين الذين تم التصويت عليهم في الانتخابات السابقة ظل قليل منهم على تواصل مع السكان، فيما أكثرهم غادروا المنطقة ولم يعودوا يوجدون بها أصلا. ويرى مراقبون أن نتائج مقاطعة امغوغة «دائرة الموت» سوف يتم اعتمادها بشكل كبير في نسج التحالفات التي تأتي مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات. وإذا كان حزب الأصالة والمعاصرة سيجد صعوبة في منافسة العدالة والتنمية، فإن فريق المستقلين بدأ يبرز توجهاته منذ الآن، إذ كشفت مصادر داخل اللائحة المستقلة أنها سوف تتجه لدعم لائحة العمدة خلال انتخابات رئاسة المجلس الجماعي. وكان مهندس الانتخابات بطنجة، أحمد الإدريسي، وهو من «البام»، يسابق الزمن من أجل أن يكون بنعزوز في لائحة مستقلة لأن عملية التفاوض معه ستكون أسهل مما سيكون عليه واقع الحال إذا ترشح باسم حزب التجمع الوطني للأحرار.