على عكس كل التوقعات التي كانت ترى في صعود اليمين الإسباني إلى السلطة عام 2011 مصدر قلق للمغرب، خصوصا إذا استحضرنا أزمة "جزيرة ليلي"، في 17 يوليوز 2002، التي كان بطلها رئيس الحكومة الإسبانية سابقا(1996-2004)، اليميني خوسي ماريا آثنار، والتي كادت أن تتسبب في حرب بين الجارين، تمر العلاقات المغربية الإسبانية، اليوم، في ظل الحكومة اليمينية الإسبانية التي يقودها اليميني ماريانو راخوي بأحسن فتراتها، خصوصا في مجال التعاون الأمني من أجل محاربة الإرهاب وتدفق المقاتلين الأجانب نحو داعش. هذا ما أكده آندريس أورتيغا، الخبير والعضو في المجلس الأوربي في الشؤون الخارجية، عندما حل ضيفا على صحيفة "الباييس" الإسبانية لتقييم السياسات الخارجية للجارة الشمالية، قائلا:"نعم، لم تسقط إسبانيا في الأخطاء التي ارتكبتها في عهد رئيس الحكومة الإسبانية السابق، اليمني خوسي ماريا آثنار في علاقته بالمغرب (…)، وهي العلاقات التي تحسنت كثيرا فأكثر"، في ظل التهديدات الإرهابية؛ وأضاف قائلا:" التحديات – الآن- تأتينا ليس من الجيران (المغرب)، بل من جيران الجيران (الساحل) التي ينشط فيها تنظيم الدولة الإسلامية". وتعليقا على تصريحات الخبير الأوربي، قال المؤرخ والمهتم بالعلاقات المغربية الإسبانية، علي الريسوني، أن " إسبانيا نجحت في علاقتها مع المغرب في أمور منها: أولا، إبعاد قضية سبتة ومليلية عن طاولة النقاش في عهد اليميني راخوي ومن قبل مع آثنار، وما زالت الآن تقتطف ثمار الوتيرة المتوازنة للدبلوماسية المغربية في إثارة هذا الموضوع الحساس بالنسبة إليها؛ ثانيا، نجحت في التعاون الأمني المكثف مع الأجهزة الأمنية المغربية السرية والعلنية في محاربة الإرهاب والتطرف واكتشاف الخلايا ذات الصلة بالتشدد الإسلامي؛ ثالثا، نجحت في المجال الاقتصادي في التعاون مع المغرب الذي أتاح للشركات والمقاولات الإسبانية التغلغل في سوق الاستثمار بالمغرب. هذه المجالات الثلاث تعد من أبرز النقاط التي سجلتها لصالحها جارتنا الشمالية". ويذكر، أن العلاقات المغربية الإسبانية تعيش، حاليا، في ظل حكومتي عبد الإله بنكيران ونظيره الإسباني ماريانو راخوي أفضل فتراتها، خصوصا في مجال التعاون الأمني والاستخباراتي، الذي لم يعد يقتصر على تبادل المعلومات، بل تجاوزه إلى التنسيق والتعاون العملي من خلال القيام بعملية مشتركة لتفكيك الخلايا الإرهابية التي تعمل على الاستقطاب والتجنيد لصالح الجماعات الإرهابية.