بعد أن قضت أزيد من 20 يوما رهن الاعتقال بسجن عين قادوس، عقب اعتقالها في ال24 من شهر يونيو الماضي، استجاب، أخيرا، قاضي التحقيق رشيد أوصغير بمحكمة الاستئناف بفاس لطلب عائلة قاتلة أطفالها، حيث قرر في الجلسة الأولى من جلسات التحقيق التفصيلي، ليوم الأربعاء، إحالة الأم المتابعة من قبل الوكيل العام للملك بتهمة «القتل العمد في حق الأصول» على مستشفى ابن الحسن للطب النفسي والعقلي. وفي هذا السياق، أوضح سعيد بوزردة، المحامي من هيئة الدارالبيضاء، الذي آزر معية ثلاثة من زملائه بفاس المتهمة بطلب من رئيسة الجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد، (أوضح) في تصريح خص به « اليوم24» أن «قاضي التحقيق تفاعل إيجابيا مع طلب الدفاع لأجل إجراء خبرة طبية على الأم القابعة بالسجن منذ اقترافها للجريمة البشعة ضد أطفالها، حيث جرى أمس الخميس تبليغ الطبيب الخبير بالمستشفى المختص من قبل المحكمة، الذي سيجري مقابلات نفسية وعقلية للمتهمة المريضة، وإعداد تقرير حول قدراتها العقلية في التمييز والإدراك، يوضع بمكتب قاضي التحقيق الأربعاء القادم، تاريخ جلسة التحقيق التفصيلي للحسم في المسؤولية الجنائية للمتهمة». من جهته، اعترض المحامي من هيئة فاس، غسان باحو أمرسال، على المدة الزمنية القصيرة التي حددها قاضي التحقيق في أقل من سبعة أيام للمراقبة والتتبع الطبي للحالة النفسية والعقلية للمتهمة، مشددا على أن الأمر يتطلب أزيد من شهر، خصوصا وأن كل التقارير الطبية التي أدلت بها عائلة المتهمة تؤكد أنها تعاني من مرض عقلي منذ خمس سنوات، وأنها تظهر في تصرفاتها التي تميل إلى العنف ضد نفسها ومحيطها بأنها غير متناسقة في أفكارها وعواطفها. وعلمت «اليوم24» أن مكتب قاضي التحقيق عاش، خلال جلسة أول أمس الأربعاء، جدلا كبيرا ما بين الدفاع وقاضي التحقيق، حول طلب إيداع المتهمة مصحة الأمراض العقلية والنفسية لأجل العلاج، حيث شدد الدفاع على أن موكلتهم تعيش داخل السجن وضعية مزرية بسبب مرضها وحالتها العقلية والنفسية المعقدة، بسبب رفضها تناول الأدوية، ما يستوجب وضعها تحت العناية الطبية المركزة بمستشفى للطب النفسي والعقلي، وإجبارها على تناول الأدوية، ما دفع قاضي التحقيق في الأخير إلى قبول عرض طلب الدفاع على الوكيل العام للملك للحسم فيه خلال جلسة التحقيق التفصيلي ليوم الأربعاء القادم، التي تتزامن مع وضع الطبيب الخبير لتقريره على طاولة قاضي التحقيق بخصوص حالة المتهمة العقلية والنفسية، تقول مصادرنا. وغابت عن الجلسة المتهمة بعد أن تعذر إحضارها من السجن بسبب حالتها العقلية والنفسية التي ساءت بشكل كبير، بحسب ما كشف عنه دفاعها وإدارة السجن، فيما حضر زوج المتهمة الذي كان ينتظر أن يستمع إليه قاضي التحقيق تفصيليا بخصوص اتهام زوجته له بترديدها خلال الاستماع إليها من قبل المحققين، جملة واحدة « قتلتهوم باش مايتعدبوش»، في إشارة منها إلى وجود خلافات بينها وبين زوجها حول إهماله لأسرته منذ أن فقد عمله بمقهى شهر رمضان الماضي، وسقوط العائلة في ظنك العيش وعدم قدرة رب الأسرة عن تأمين حاجيات أطفاله وزوجته المريضة، وهو ما كان منتظرا أن ينفيه الزوج، كما يقول، خلال جلسة أول أمس الأربعاء، بعد أن اصطحب معه هذا الأخير بقالا له دكان بالحي الذي يقطن به الزوج، الذي كلف البقال بتزويد زوجته وأبنائه بما يحتاجونه من مواد غذائية بالقدر الذي يمكنه تسديده عبر دفوعات، بحسب ما كشف عنه الزوج ل «أخبار اليوم».