في ظل التسيب الأمني الذي تعيشه الدارالبيضاء، شرع لصوص المدينة في ابتكار طرق جديدة لسرقة النساء داخل سياراتهن، إذ وصل الأمر إلى الرشق بالحجارة واستعمال سلاح الماطراك (العصا الكهربائية)، وهذا ما حصل مع ضحيتين خلال اليومين الماضيين. ويخصص لصوص البيضاء وغيرها من المدن التي ترتفع فيها نسبة الجريمة، أساليب سطو معينة للنساء، فبعدما تجاوز هؤلاء مرحلة دس الفئران والصراصير داخل سياراتهن بهدف بث الهلع بداخلهن، انخرطوا في استعمال آلات كهربائية لسلب ممتلكات الضحايا، وهذا ما حدث مع إحدى السيدات يوم اول أمس الثلاثاء، في حي درب السلطان في طريق ولاد زيان، إذ تعرضت لعملية سرقة توصف بال"خطيرة"، حيث اقترب منها شاب عشريني وقام بتكسير زجاج السيارة باستخدام سلاح الماطراك الكهربائي، ثم تهجم على الضحية مستغلا توقفها بسبب الازدحام، ليسرق هاتفها النقال في تحد خطير لرجال الأمن والمواطنين الذين كانوا قريبين من مكان الحادث. وحسب الصحافي محمد حفيظي، وهو من أقارب الضحية، فقد أصيبت المعنية التي تعمل إطارا في شركة "ليدك" وأم لطفلين بجروح جراء تكسير الزجاج كما أغمي عليها، وأثناء حضور دورية من الصقور انتقلت الضحية إلى الدائرة الأمنية الثامنة ووضعت شكاية، غير أنه حسب ما أسره مصدر أمني للصحافي، فإنهم لم يستطيعوا مطاردة الجاني لأنه ينتمي إلى أحد أخطر الأحياء بدرب السلطان وبالضبط حي المكسيك، الذي يحتمي به مجرمون محترفون، فيما يسمى بظاهرة «الحمية» في حالة أي تدخل أمني أو حملة تمشطية. وفي سياق مرتبط، عاشت الشابة (ر.س) تفاصيل قصة مرعبة أصابتها بأزمة نفسية حادة، بعدما تعرضت، زوال أول أمس الاثنين، لمحاولة سرقة في منطقة عين السبع، إذ أقدم الجاني بداية على محاولة اقتحام سيارتها، غير أنه لما تعذر عليه الأمر، لجأ إلى تعطيل الباب والبحث عن حجارة لتكسيرها، لكنه فر بمجرد ما شرعت الضحية في تصويره بهاتفها المحمول. وحسب ما صرحت به الضحية، فإنها قامت بوضع شكاية في الدائرة الأمنية، مرفوقة بشهادة طبية بعد إصابتها بأزمة نفسية حادة، إلا أن الجاني أطلق سراحه بعدما تم الاستماع إليه في ظروف جد عادية، وحرر له محضر دون اتخاذ أي إجراء ضده.