لا تكف مخيلة اللصوص عن ابتكار حيل ماكرة للسرقة، إذ يتعرض مواطنون لسرقات بطرق لا تخطر على بال إبليس نفسه. وأكثر ما يحز في نفوس ضحايا هؤلاء اللصوص عدم إحساسهم البتة بفعل السرقة وإنما تبقى قصصهم عبرة لمن يعتبر. إليكم أدهى طرق السرقة والنشل. لصوص «الزرّامة» لعل اللصوص المتخصصين في السرقة عن طريق تقنية تلقب ب«الزرّامة» يعون جيدا المقصود بها، لذلك لا ضير في توضيح معناها للقراء الكرام الذين يجهلون ماذا تعني بالضبط اتقاء لشرور هؤلاء. يعتمد اللصوص منهجية «الزرّامة» في السرقة وتكون باستخدام سلس للأصابع تطبعه ليونة منقطعة النظير تتمثل في دسهم لأصابعهم بخفة في جيوب المواطنين وسرقة ما تحتويه دون أن يتركوا أي أثر يذكر. فلا يشعر المسروق بضياع أغراضه إلا بعد فوات الأوان. وينشط محترفو هذا النوع من السرقة في المراكز التجارية المكتظة من قبيل المركز التجاري الشهير «درب عمر»، و«قيسارية الحفاري» بدرب السلطان، «سوق السلام» و«قيسارية الحي المحمدي»، بالبيضاء... ليس هذا كل شيء، بل تعتمد نساء يحترفن السرقة التقنية نفسها ولكن باختلاف بسيط وهي حملهن لأطفال على ظهورهن وتعمدهن الالتصاق بسيدات تقمن بالتسوق كما تخفين شفرة حلاقة، وعندما تبصرن أثر هاتف نقال أو محفظة نقود في جيوب ضحاياهن من النساء بشكل خاص، لأن التصاقهن بالرجال في الأسواق يثير حولهن الشبهات، يقمن بتقطيع المكان المستهدف بشكل احترافي وسرقة محتوياته بسرعة فائقة والانسلال كالسهم إلى أن ينبه أحدهم الضحية التي تنتابها حالة هستيرية فور علمها بتعرضها للسرقة. وهنالك طريقة أخرى للسرقة ب«الزرّامة» نحكيها بلسان سيدة كانت تتبضع ب«قيسارية الحي المحمدي» فتفاجأت بيد طفلة داخل جيبها تحاول سرقة هاتفها النقال، ولما أمسكت بها في حالة تلبس تظاهرت السيدة التي ترافقها بتوبيخها وضربها جزاء لها على فعلتها الشنعاء. الأدهى من ذلك أن نفس اللصة مرفوقة بطفلة قد تغيرها في بعض الأحيان تنفذان سرقات من هذا النوع وتختفيان في الزحام. ولا يتواجد اللصوص المعتمدون على هذه التقنية في السرقة بالمراكز التجارية الشهيرة والأسواق فقط، إنما ينشطون بحافلات النقل العمومي أيضا. ويتشابه هذا النوع من السرقات مع السرقة عن طريق النشل والتي لا يخلو شارع رئيسي بالبيضاء من محترفيها. ونذكر هنا قصة زوج كان جالسا بسيارته قرب منزله بمشروع الحسن الثاني بالحي المحمدي رفقة زوجته. وكان منتشيا لحصوله على مبلغ 10000 درهم جناها من عمله الحر. فلم يشأ أن يعد المبلغ أمام زوجته خوفا من مطالبتها له بجزء منه تصرفه في التسوق أو ما شابه ذلك، فأخرج رأسه من نافذة السيارة وشرع يعد ماله فرحا مسرورا، فإذا بأحد اللصوص ينقض على المبلغ بأكمله ويطلق سيقانه للريح، فكاد الرجل أن يغمى عليه من هول الصدمة، وتجمهر حوله جيرانه يواسونه في مصابه الجلل وآخر من يعلم قيمة المبلغ المسروق هي زوجته المسكينة بعد أن رأت زوجها في وضعية لا يحسد عليها يتحسر على فقدان ماله يصيح بأعلى صوته: «سرقوا لي 10000 درهم». وبعد مرور مدة وجيزة توفي الرجل إذ كان يعاني من مرض ما، غير أن طبيبه المعالج أسر لذويه بأن الانهيار العصبي الحاد الذي تعرض له عجل بوفاته. «القرطة».. السرقة أو الموت كل نوع من السرقة يطلق عليه اللصوص اسما معينا لدرجة أنهم يخترعون أسماء غريبة أحيانا. ويطلقون اسم «القرطة» (وهي قطعة خشبية تستخدم لتقطيع اللحوم بعيد الأضحى) على سرقة يتعرض لها السكارى حين يغادرون أبواب الحانات ليلا. هذه العملية يشترك فيها لصان أو ثلاثة، أحدهم يحمل عصا، فيباغت اللص حامل العصا السكير من الخلف ويضع عصاه على مستوى حنجرته ويضغط لفترة على هذه المنطقة إلى أن يفقد الشخص الثمل وعيه لفترة زمنية تناهز 40 ثانية. فيجدها اللصوص مناسبة لسرقة أغراض السكير ومحفظة نقوده أو ما تبقى منها بالأحرى وجميع ممتلكاته. وفي اللغة العامية تلقب هذه التقنية من السرقة ب»سيرو الموت»، وسبق أن استهدفت أعدادا كبيرة من السكارى فور خروجهم من الملاهي والحانات الليلية ممن يعثر لديهم على مبالغ مالية متفاوتة، إذ تسقط منهم هواتفهم النقالة ويعثر عليها مستخدمو تلك الحانات. لصوص الطرق السيارة لا يتوانى اللصوص في ابتكار سبل لسرقة المواطنين وسلبهم تحت الإكراه ممتلكاتهم. وفي مرات عديدة سجلت سرقات متعددة بسبل ماكرة في الطرق السيارة يعتمد فيها اللصوص وسائل تثير الدهشة. هذا ووردت على الجريدة قصص مواطنين تعرضوا لسرقات فريدة من نوعها بالطرق السيارة. يروي أحد السائقين كيف كان مسافرا عبر الطريق السيار نحو مدينة سطات ليتفاجأ بلصوص يرمون بيضا صوب زجاج سيارته الأمامي فاضطر للتوقف نظرا لضبابية الرؤية فوجد نفسه فريسة سهلة للصوص سلبوه كل ما يملك ولاذوا بالفرار. وينصح السائقون المحترفون بضرورة أخذ الحيطة والحذر بالطرق السيارة وتجنب إيقاف السيارة رغم رميها بالبيض ومواصلة طريقهم بحذر على أن يشغلوا ماسح الزجاج الأمامي. وسبق أن تعرض مواطنون للسرقة بالطريق السيار ليلا بالدار البيضاء عبر رشقهم بالحجارة وسلبهم ممتلكاتهم عن طريق مهاجمتهم بأسلحة بيضاء. وتقدم أحد ضحايا هذا النوع من السرقات بشكاية يقول فيها إنه كان متوجها بسيارته إلى مدينة الرباط إلى أن تفاجأ إثر مروره تحت قنطرة بحجارة من الحجم الكبير تسقط أرضا أمام سيارته فتجاهلها وواصل طريقه مارا فوقها مما جعل سيارته تتعطل وهو ما دفعه إلى التوقف مجبرا لا بطلا لتفقدها، فهاجمه ثلاثة أشخاص مستعملين أسلحة بيضاء وجردوه من ممتلكاته وغادروا المكان. الجنس اللطيف.. السرقة بالمؤنث ظهرت حيل جديدة تعتمدها نسوة يحترفن السرقة بطرق جد ماكرة وبإجادة تامة، يكون مسرح الجريمة بالأساس المحلات التجارية الكبرى. توصلت «الأخبار» بمعطيات تفيد أن لصات يكن في الغالب اثنتين، يقدمن إلى المحلات التجارية الكبرى الخاصة بالأحذية، خصوصا تلك المتواجدة بالأحياء الراقية، إحداهن توجد داخل المحل التجاري وشريكتها في السرقة تنتظر في الخارج. اللصة الأولى تكون أنيقة الملبس وتحمل حقيبة فاخرة وتضع متعمدة داخلها مبلغا ماليا كبيرا ودفترا للشيكات وأغراضا ذات قيمة مادية كبيرة من هواتف ذكية وغيرها، وأثناء جلوس الضحية لتفقد الحذاء الذي ترغب في اقتنائه والتيقن من ملاءمته لها وهل هو على مقاسها أم لا، تضع هذه الأخيرة حقيبتها بجانبها وتركز ناظريها على الحذاء. فتجلس اللصة على مقربة منها على أساس أنها ترغب هي الأخرى في تفقد حذاء ما، وتستغل فترة تركيز ضحيتها مع الحذاء المرغوب فيه فتستبدل حقيبتها مع حقيبة الضحية وتغادر المحل بهدوء تام. مباشرة بعد خروج اللصة من المحل تلجه شريكتها وتضع حقيبتها الفارغة وتسترجع حقيبة شريكتها وتغادر مسرعة الخطى. وفي نهاية المطاف تتم سرقة محتويات حقيبة الضحية بهدوء تام ودون أي جلبة. ولا تكتشف الضحية الأمر إلا بعد أن تغادر اللصتان. وفي حال ما انتبهت الضحية في بداية هذه العملية أن حقيبتها استبدلت قبل أن تغادر اللصة التي استبدلتها المحل، تتظاهر بمكر أنها لم تقصد ذلك وتعتذر بشدة للخطأ الذي وقع سهوا، فتصدقها الضحية التي تجد محتويات فاخرة بالحقيبة المستبدلة ولا يخطر على بالها أنها أفلتت من عملية سرقة موصوفة. وهنالك طريقة أخرى للسرقة تتعرض لها النساء وهن على متن سياراتهن. فيتعمد لصوص رمي فئران داخل سياراتهن فيضطررن إلى مغادرتها قسرا ريثما تجلبن شخصا يعينهن على التخلص من الفأر اللعين، وعند رجوعهن تجدن أن سياراتهن اختفت أو سرقت جميع الأغراض التي بداخلها بما فيها الحقيبة، هذا إن كان اللص يتحلى بشيء من الإنسانية. وفي أوقات عدة يتم السطو على السيارات أيضا والتي تباع بسوق الخردة بعد طمس معالمها طبعا. وفي أحايين أخرى، يتربص أحد اللصوص بسيدة تكون على متن سيارتها ويخبرها أن عادم سيارتها «الشاكمة» تخرج منه مواد غريبة حيث يكون حاملا بيديه منديلا به أوساخ رمادية اللون مائلة إلى السواد، فيطلب من السيدة النزول من السيارة لمعاينة العادم ويوحي إليها أن تترك له مكانها ليدوس على دواسات البنزين حتى يتفقد حالته الميكانيكية، فما أن يضع قدماه بالسيارة حتى ينطلق بها إلى وجهة مجهولة وتدفع الضحية ثمن غبائها ووضعها ثقتها في غير محلها. وتتعرض الفتيات لسرقة من نوع خاص، إذ يتعقب خطاهن لصوص من الشباب الوسيم الأنيق وتتم دعوتهن لمرافقتهم إلى أحد المقاهي للتعارف وتجاذب أطراف الحديث. وبعد دقائق من الجلوس مع الفتاة التي تعتريها فرحة عارمة لكونها استطاعت مجالسة شاب وسيم. فيطلب منها هاتفها النقال لإجراء مكالمة مستعجلة بعد نفاذ شحن بطارية محموله ويتظاهر بأن المكان لا توجد به شبكة ويستأذنها الحديث خارج المقهى فيغتنم الفرصة لسرقة المحمول وترك الفتاة الضحية تبكي حظها المشؤوم وتدفع قيمة المشروبات أيضا وهي التي كانت تظن أنها ظفرت بشاب شهم لن تسمح له كرامته بفعل فعلته المشينة تلك. دراجات نارية في مهب الريح حيل ماكرة تلك التي يعتمدها بعض اللصوص في السطو على الدراجات النارية، حيث تجد أحدهم يركن دراجته في مكان ما واضعا عليها قفلا خوفا عليها من السرقة فتسرق رغما عن ذلك، إذ يقوم اللصوص بوضع قفل آخر على الدراجة النارية ويقفون بمحاذاتها. وإبان قدوم صاحب الدراجة يفتح القفل الذي وضعه فينتبه لوجود قفل آخر ثم يتوجه بالسؤال للص الذي يقف قرب دراجته عن المسؤول عن وضع قفل جديد، فيوحي إليه بأن شرطيا يتواجد بالمكان ذاته هو من وضع القفل. فيتوجه صاحب الدراجة إلى الشرطي لمعرفة سبب وضعه قفلا بعجلة دراجته، ليغتنم اللص الفرصة ويفتح القفل الذي وضعه بنفسه ويغادر على متن الدراجة بسرعة جنونية. عقوبة السرقة والسرقة الموصوفة في القانون الجنائي تعرف السرقة في القانون الجنائي بكونها اختلاس مال مملوك للغير عمدا، وقد يكون هذا الفعل جنحة لا تتجاوز عقوبتها 5 سنوات، وهذا الفعل يعتبر سرقة دون أن نسميه سرقة موصوفة، وقد يكون فعل السرقة منصبا على أشياء زهيدة. والقضاء هو الذي يقدر ما إذا كانت الأشياء المسروقة زهيدة القيمة أم لا، وفي هذه الحالة فالعقوبة لا تتجاوز سنتين. فيما يقصد بالسرقة الموصوفة أنها السرقة التي تتسم بوصف وميزة، وفقا للفصول (507 وما بعده في القانون الجنائي). ويرتكب السرقة الموصوفة أكثر من شخص باستعمال السلاح أو الناقلة أو كلاهما، أو ترتكب في الأماكن العمومية أو باستعمال العنف والتهديد وانتحال وظيفة في السلطة. وتعتبر جنائية إذ تصل عقوبتها إلى المؤبد حسب التفصيل التالي: إذا ارتكبت السرقة عن طريق أشخاص يحمل أحدهم سلاحا يعاقب بالسجن المؤبد، إذا ارتكبت السرقة في الطرق العمومية أو في ناقلات الأشخاص والبضائع أو في المحطات والموانئ والمطارات.. وكانت مقرونة بطرق تشديد يعاقب عليها بالسجن إلى 30 سنة. وإذا ارتكبت مقرونة بظرفين على الأقل من الظروف التالية: استعمال العنف والتهديد أو لباس زي نظامي بدون حق أو انتحال وظيفة، ارتكابها ليلا، ارتكابها بواسطة شخصين أو أكثر، استعمال التسلق أو الكسر أو نفق تحت الأرض أو مفاتيح مزورة أو كسر الاختام للسرقة من دار مسكون أو معد للسكنى أو أحد ملحقاته إذا استعمل السارقون ناقلة ذات محرك، إذا كان السارق خادما، إذا كان السارق عاملا أو متعلما لمهنة وارتكب السرقة في مسكن مستخدمه أو معلمه أو محل عمله أو كان السارق ممن يعملون بصفة معتادة في المنزل الذي ارتكبت فيه السرقة، وهذه السرقة بهذه الأوصاف يعاقب عليها بعقوبة قد تصل إلى 20 سنة. أما إذا اقترنت بظرف واحد من الظروف التالية؛ إضافة إلى الظروف الثلاثة السالفة الذكر باستعمال التسلق أو الكسر أو نفق تحت الأرض أو مفاتيح مزورة أو الكسر داخليا، أو ارتكابها في أوقات الحريق أو الانفجار أو الفيضان أو الثورة أو التمرد أو أية كارثة أخرى يعاقب عليها من 5 إلى 10 سنوات.