عاد الشيخ السلفي المتشدد، عبد الحميد أبو النعيم، إلى الهجوم على من يعتبرهم "أعداء الدين"، مستهدفا هذه المرة مهرجان "موازين" وما أسماه "الأفلام الخبيثة"، في إشارة إلى فيلم "الزين اللي فيك" لنبيل عيوش. أبو النعيم، الذي يتابع في عدد من القضايا بسبب تحريضه على العنف والتكفير، هاجم مهرجان "موازين" بعنف، حيث قال إنه "قلب لكل الموازين، وقعت معه كل الفظائع والفضائح، وكانت المعصية جهارا نهارا، وكان الاعتراض على الرب"، كمل حمل على مؤسسة العلماء الرسمية: "انتظرنا فتوى من المؤسسة الرسمية التي احتكرت الفتوى، فلم نسمع شيئا"، مضيفا، حسب زعمه: "مهمة هذه المؤسسة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف"، منتقدا وزارة الأوقاف، التي قال إنها "لا ترى في مهرجان موازين أمرا منكر، وهي تمنع من يقول إنه منكر، وقد أوقفت العديد من الفقهاء بسبب ذلك"، معلنا أنه "لن يقبل الإسلام المغربي الحداثي"، لأنه "دين لا يفرق بين المساجد والمهرجانات". ورغم دعوته للعلماء إلى الوقوف في مواجهة مهرجان "موازين"، إلا أنه لم ينصح باللجوء إلى العنف، ملحا على أن "الرجال يجب أن يقوموا قومة رجل واحد بغير فتنة ولا مضرة"، وهو مؤشر على أنه احتفظ بنفسه مضامين دعوته، لكنه صار يتحاشى ما يمكن أن يجره إلى المحاكمة. وذكر المتحدث، المعروف بأفكار المتشددة، أن "اليهود وأولاد اليهود وأحفاد اليهود هم من يقف وراء المهرجان والأفلام الخبيثة"، وزاد: "لقد أصبحت هناك دولة داخل دولة حتى أصبح المسؤولون يعجزون عن فعل شيء"، قبل أن يزعم بأن "البلاد تذهب إلى الغرق، لأن المؤامرات ضده قطعت أشواطا خطيرة، وبات الهلاك محققا بسبب الاعتراض على الله، ولننتظر خسفا أو قصفا أو ريحا حمراء"، حسب تعبيره. وأتى أبو النعيم على ذكر بعض الشخصيات العمومية، معتبرا أنها "رؤوس مخطط جهنمي"، وقال إن أحمد عصيد "صهيونية أمازيغي"، وإدريس لشكر "صهيونية عربي"، فيما يمثل أندري أزولاي (المستشار الملكي) الصهيونية اليهودية، معلنا أن هؤلاء هم "صاروا بالبلاد نحو الدمار والدمار (..) ". ولم تسلم وسائل الإعلام من هجوم المتحدث، حيث قال إن هناك "صحافة الدياثة" وقنوات الصهيونية، ذكرا بالإسم عددا من المنابر، مشددا: "لن نقبل يوما هذا الدين المغربي الحداثي.. لكم دينكم ولي دين". ويتحفّظ "اليوم 24″ عن نشر الشريط، لم تضمنه من خطاب عنيف يدعو للكراهية، ومن سب وقذف لشخصيات عمومية، ومن تحامل على منابر صحفية زميلة. يذكر أنه سبق للقضاء أن أدان عبد الحميد أبو النعيم، قبل عام، بالسجن شهرا موقوف التنفيذ، وبأداء غرامة مقدارها 500 درهم، عقب دعوى أقامتها النيابة العام بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء ضده بسبب تصريحات كفر خلاله ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.