يبدو أن الزيارة التي قام بها توبياس إيلوود، وزير الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية والكومنولث، المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، للرباط، الأسبوع الماضي، لم تنجح في احتواء تداعيات قضية ترحيل المغربي يونس التسولي، المدان في قضية إرهاب في بريطانيا. وكشف مصدر دبلوماسي ل"اليوم 24″، أنه لا مستجد في تقييم الرباط للوضع، وأن ما ورد في البيان الأخير يتضمن آخر موقف، وهو ما يعني أن سماء العلاقات بين البلدين لاتزال "غائمة"، رغم حرص الحكومة البريطانية الجديدة على تجاوز الوضع. واضافت بعض المصادر ان اتصالات تجري بين مسؤولين مغاربة وبريطانيا في محاولة لتذويب الازمة التي تسبب فيها الإرهابي 007. وكانت الرباط قد احتجت على ترحيل بريطانيا للمغربي التسولي، الشهير ب"الإرهابي 007″، دون إشعار السلطات الأمنية المغربية بخطورة هذا الشخص، خصوصا أنه أمضى عقوبة سجنية على خلفية نشاطات إرهابية أدين بها. كما سبق للرباط تأكيدها أنها ستخضع التسولي للفحص للتحقق من مزاعمه بالتعرض لاعتداءات جنسية وانتهاك حقوقه أثناء سجنه في بريطانيا، بعد أن صرح للمحققين بذلك عقب توقيفه بسبب إحراقه منزل والديه، ثم اقتحام منزل القنصل البريطاني في الرباط، وتهديد كل من يقترب منه من رجال الأمن بالحرق، في عملية استغرقت أكثر من عشر ساعات. وكان وزير الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية والكومنولث، المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، قد التقى، قبل أسبوع، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وامباركة بوعيدة، الوزير المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، وبحث معهما العلاقات المغربية البريطانية، التي كثيرا ما تأثرت ب"شبه انحياز" بريطاني لأعداء وحدة المغرب الترابية، وهو موقف طالما أثار قلق الرباط، خصوصا أن بريطانيا من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.