قال كاتب الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية والكومنولث المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، توبياس إيلوود، أن نتائج الانتخابات العامة الاخيرة التي منحت الحزب المحافظ الاغلبية، لن تؤثر سلبا على سياسة المملكة المتحدة الخارجية تجاه المغرب. وأوضح توبياس إيلوود، في رده على سؤال ليومية "لاتحاد الاشتراكي"، أن تعيينه كاتب دولة بريطاني في الشؤون الخارجية والكومنولث المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، لن يكون إلا رافعة لتعزيز التعاون الثنائي بين الرباطولندن والدليل أن المغرب هو البلد الأول الذي يزوره في جولة تقود الى تونس. وأكد كاتب الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية والكومنولث المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، أن ملف التعاون الأمني بين الرباطولندن كان في صلب المحادثات التي جمعته بالوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون امبركة بوعيدة. وأوضح توبياس إيلوود، في رده على سؤال ليومية "لاتحاد الاشتراكي" أنه ناقش ملف التعاون الامني بين المغرب والمملكة المتحدة مع نظيرته امبركة بوعيدة بشكل صريح وواضح الى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب، خاصة من خلال رفع حجم الاستثمارات البريطانية. وأشار كاتب الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية، الذي ثمن المجهودات التي يبذلها المغرب للتصدي للتطرف والإرهاب وكذا مساهمته الفاعلة في مبادرات إعادة السلام في ليبيا ومحاربة الإرهاب في اليمن، أن التحدي المشترك الذي تواجهه كل من الرباطولندن هو تنامي ظاهرة الارهاب من طالبان في أفغانستان الى بوكو حرام في نيجيريا. وثمن توبياس إيلوود مبادرة تأسيس المغرب لمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات من عدد من الدول العربية ودول إفريقيا جنوب الصحراء، مؤكدا على الدور الاساسي الذي يمكن أن يلعبه هذا المشروع في محاربة الارهاب والتطرف، مشيرا الى أن الاسلام دين سلم وسلام. وقال كاتب الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية والكومنولث المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، إنه يجب أن تتبنى دول أخرى المبادرة المغربية لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات وتعميمها، مؤكدا على ضرورة تعميمها في عدد من مناطق العالم. ويستقبل معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، الدي تبلغ طاقته 1000 مقعد، 700 طالب، من بينهم 250 مغربيا و450 أجنبيا، من بينهم 212 ماليا و37 تونسيا ونحو مائة من غينيا وكوت ديفوار، علاوة على 22 فرنسيا تم إرسالهم عن طريق اتحاد المساجد في فرنسا، والذين من المنتظر أن يصل عددهم إلى 50 طالبا. وأضاف توبياس إيلوود أن بريطانيا قد ضاعفت ميزانية أجهزتها الاستخباراتية من أجل رصد المرشحين للجهاد في بؤر التوتر في العالم، وكذا تتبع العائدين والمرشحين للتجنيد للقيام بأعمال إرهابية، مشيرا الى استفادة بريطانيا من تجربة إيرلنداالشمالية. وأوضح كاتب الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية والكومنولث المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، أن المملكة المتحدة راكمت تجربة كبيرة في مواجهة الارهاب الداخلي، وكذا العائدين من الارهابيين في إشارة الى حركة الجيش الجمهوري الايرلندي مشيرا الى أنها تجربة استفادة منها لندن، ويمكن أن تتقاسمها مع عدد من الطول . وقال توبياس إيلوود إن بريطانيا، التي تعتبر ثاني مساهم بعد الولاياتالمتحدةالامريكية في خطط مواجهة مد الدولة الاسلامية من خلال توفير الدعم اللوجيستي والاستخباراتي في منطقة الشرق الاوسط ملتزمة بمحاربة الارهاب أينما كان، سواء على المستوى الداخلي أو عبر العالم. ومن جانبه قال السفير البريطاني في الرباط كلايف ألدرتون إنه من الخطأ اتهام بريطانيا بأنها بلد مهادن، سواء للإرهاب أو لتمويلات الجماعات المتطرفة، وقال في هذا الصدد إن بريطانيا تتوفر على أكثر القوانين المتشددة في مكافحة الارهاب، مؤكدا أن نفس التشدد يشمل تمويل الجماعات الارهابية . وأشار السفير البريطاني في الرباط الى أن المملكة المتحدة طالبت داخل أروقة الاممالمتحدة، في إطار التصدي لتنامي ظاهرة الارهاب، بضرورة تشديد المراقبة وتتبع مسارات تمويل الجماعات الارهابية عبر العالم. وفي سياق متصل أعلن كاتب الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية والكومنولث المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، ، عن استعداد بريطانيا لدعم ومواكبة مبادرات الفاعلين الاقتصاديين لاستثمار فرص الشراكة العديدة التي يتيحها اقتصادا البلدين، خاصة في ظل المناخ المشجع للاستثمار الذي يوفره الاستقرار السياسي والانفتاح الاقتصادي للمغرب. وأكد توبياس إيلوود رغبة بريطانيا في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب، خاصة من خلال رفع حجم الاستثمارات البريطانية، مبرزا أن المغرب يتيح فرصا هائلة للاستثمار كما أعرب عن عزمه ترؤس وفد يضم رجال أعمال بريطانيين من أجل استكشاف المزيد من فرص الاستثمار بالمغرب، مشيدا بالجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة من أجل تعزيز الاستقرار والحكامة والشفافية. وبخصوص آخر التطورات في الساحة الإقليمية، جدد الوزير البريطاني التأكيد على دعم بلاده للمسلسل الأممي من أجل التوصل إلى تسوية نهائية لقضية الصحراء. كما ثمن كاتب الدولة البريطاني في الشؤون الخارجية والكومنولث المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، نتائج برنامج الشراكة العربية (2011-2015)، الذي يبرز الدعم المستمر لبريطانيا للإصلاحات الاجتماعية والسياسية التي أطلقها المغرب". وتتزامن زيارة توبياس إيلوود مع إطلاق بريطانيا المرحلة من هذا البرنامج (2015-2016). وتروم المرحلة الثانية من برنامج الشراكة، التي خصص لها غلاف مالي يقدر ب 300 مليون درهم، تعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية وتشجيع دور المجتمع المدني في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وفي هذا الإطار، سيعمل برنامج الشراكة بتنسيق وثيق مع المنظمات غير الحكومية المغربية، من قبيل تراسبارنسي المغرب، ومنتدى المواطنة، والنسيج الجمعوي لرصد الانتخابات، ومجموعة الديمقراطية والحداثة، والحركة من أجل الديمقراطية التشاركية، فضلا عن منظمات غير حكومية دولية، مثل مؤسسة ويستمينيستر للديمقراطية والمعهد الديمقراطي الوطني ومعهد التنوع الإعلامي، وكذا لجنة الأعمال الخيرية، والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.