كاتب الدولة البريطاني في الخارجية والشرق الاوسط وشمال افريقيا ثمن " الفعالية المغربية" في محاربة الارهاب ووضع التعاون الاقتصادي والامني في قلب الشراكة بين البلدين مباحثاتنا مع بوعيدة تركزت على الجانب الامني والمغرب بوابة نحو افريقيا في أولى خرجاته الديبلوماسية بعد تعيين الحكومة البريطانية الجديدة، حل أول أمس بالمغر توبياس ايلوود كاتب الدولة البريطاني في الخارجية والشرق الاوسط وشمال افريقيا بالمغرب في مستهل زياة تاخذه لدول المنطقة وعواصم عربية اخرى . المسؤول الاول بالخارجية البريطانية اعرب ، خلال الندوة الصحفية التي جمعته بوفد اعلامي مغربي بالمناسبة عن امتنانه للوزير الاول البريطاني جيمس كامرون، الذي كان سببا في ارساله للمغرب في اولى مهامه الرسمية خارج البلاد، معتبرا ان بريطانيا تتابع عن كثب الاصلاحات السياسية والدستورية التي باشرها المغرب قبل سنوات، واصفا اياها بالجدية والعميقة وب" المثال والنموذج " الذي ينبغي اتباعه في باقي الدول العربية ودول المنطقة، ممن شهدت حراكا اجتماعيا وسياسيا خلال الثلاث سنوات الاخيرة . اختيار المغرب كاول محطة ديبلوماسية للحكومة البريطانية الجديدة " لم يات اعتباطا " يضيف توبياس ايلوود " بل دعما لما يقوم به المغرب من اصلاحات ورغبة قي تعميق العلاقات الاقتصادية والامنية بين البلدين" . في نفس الاطار، نوه توبياس ايلوود بالمباحثات التي جمعته صبيحة الأربعاء بكاتبة الدولة في الخارجية مباركة بوعيدة، والتي تركزت على الجوانب الامنية وبحث سبل تدعيم الاستقرار في المنطقة . وكشف المسؤول البريطاني عن المتابعة الحثيثة لبلاده للدور الذي يقوم به المغرب داخليا واقليميا لمحاربة المد المتنامي للارهاب في منطقة الساحل وشمال افريقيا، مشددا على ان المقاربة المتعددة المداخل لمكافحة الارهاب، المرتكزة على الشق الامني والاستخباراتي من جهة، والثقافي والديني من جهة ثانية، اثبتت ان التجربة المغربية فعالة في الحد من الظاهرة وتجفيف منابعها حتى خارج المغرب. في نفس الاطار ثمن توبياس ايلوود الزيارة التي قام بها صبيحة اول امس الاربعاء بمعية وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار الى مركز تكوين الائمة والمرشدين بسلا، مبديا اعجابه بجدية المتكونين فيها وتشبثهم بمبادئ المواطنة ومحاربة الظواهر السلبية في المجتمع . ونوه المسؤول البريطاني باستفادة بعد الدول كفرنسا ومالي من الدور الديني الذي يلعبه المغرب في تصحيح صورة الاسلام ونشر مبادئ التسامح وقبول الاخر . ووضع توبياس ايلوود المغرب في قلب مشروع " الشراكة البريطانية العربية " الجديدة كاشفا عن مضاعفة الحكومة البريطانية للغلاف المالي المخص للمغرب في ظلها، حيث من المرتقب ان ترتفع قيمة هذا الغلاف الى 2,2 مليون جنيه استرليني هذه السنة، تخصص لدعم برامج الاصلاح السياسي ودعم مشاريع التربية على المواطنة والحكامة الجيدة . اقتصاديا، اكد المسؤول البريطاني ان المبادلات التجارية بين المغرب وبريطانيا ارتفعت خلال السنتين الاخيرتين بنسبة 28 بالمائة، ومعربا عن امله في ان تستمر هذه النسبة في الارتفاع، خصوصاىوان رجال الاعمال البريطانيين يقفون اليوم على قوة الجذب الاستثمارية للمغرب وياملون في اكتشاف كل المعطيات المغربية في هذا المجال. ووعد ايلوود بالعودة للمغرب في اقرب الاجال بمعية وفد موسع يضم رجال اعمال من مختلف القطاعات الاقتصادية . وجدد المسؤول البريطاني موقف بلاده من قضية الصحراء المغربية الداعي الى احترام ودعم الجهود الاممية لاحلال السلم في المنطقة عبر اعتماد حل سلمي طويل الامد ومتفق عليه بين كل الاطراف . وحول سؤال الاحداث المغربية عن اولويات المقاربة البريطانية للارهاب داخليا وخارجيا، افاد كاتب الدولة البريطاني في الخارجية بان دور بريطانيا مهم ومحوري في الحرب الدائرة ضد الارهاب سواء بؤر التوتر الابرز كالعراق وسوريا او داخل بريطانيا . داخليا تقوم الجهات الامنية البريطانية بعمل يومي لتحديد وتعقب المرشحين للسفر او الاشخاص القابلين للتجنيد سواء داخل المساجد او المدارس او على الشكة العنكبوتية . وذلك للتدخل المسبق قبل الالتحاق بالمنظمات الارهابية والسفر خارج البلاد ولهذا الغرض ضاعفت احكومة البريطانية الميزانية المخصصة للمتابعة الامنية وايضا لاقامة برامج توعية وحوار داخل السجون والمدارس . خارجيا، بريطانيا تعد ثاني دولة بعدالولايات المتحدة في الحرب ضد داعش وتساهم بشريا ولوجستيكيت اولا في تدريب عناصر الجيش العراقي وقوات البشمركة وثانيا في تقديم الدعم للجيش اللبناني على حدوده الشرقية لمنع تقدم داعش الى سهل اللبناني . واضاف ايلوود بان التجربة البريطانية في مكافحة العمليات الارهابية للجيش الجمهوري الايرلندي راكمت لدي الجهات الامنية البريطانية خبرة في مواجهة الارهاب الداخلي وعودة الارهابيين المحتملين من الخارج . وختم المسؤول البريطاني جوابه بالتاكيد على ان الظاهرة الارهابية اصبحت عالمية وتطرح تحديات ملحة على كافة دول المنطقة، ما يفرض عليها تعزيز تنسيق جهودها الثنائية والمتعددة لاستباق العمل الارهابي العابر للحدود والقارات، ولعل هذا البعد هو ما يجعل زيارته للمغرب ذات اهمية خاصة .