منذ حوالي أسبوعين، لا يزال نحو 150 مواطنا مغربيا باليمن عالقين بمدينة جدّة، لا هم يستطيعون مواصلة الطريق نحو المغرب، ولا هم قادرون على العودة إلى اليمن بعد وقف عملية "عاصفة الحزم" العسكرية. مصدر مغربي في السعودية قال ل"اليوم24″ إن حوالي 150 مواطنا مغربيا، أغلبهم أمهات مع أطفالهم، دخلوا الأراضي السعودية قادمين من اليمن، إثر اندلاع المواجهة العسكرية بين جماعة الحوثيين وتحالف عاصفة الحزم الذي تقوده السعودية، قبل نحو 15 يوما، دون أن تتمكن السفارة المغربية في السعودية من ترحيلهم إلى المغرب. ويوجد ضمن العالقين موظفة مغربية في السفارة المغربية باليمن، هي آخر من تبقى من الموظفين المغاربة بها. وقال المصدر إن ممثلين عن السفارة المغربية في السعودية هي من استقبلت الوفود عند الحدود الترابية بين السعودية واليمن، ورافقتهم في حافلات خاصة إلى مدينة جدّة، حيث اكترت لهم هناك شققا مفروشة، في الوقت الذي يرغب العالقون في استكمال طريقهم نحو وطنهم. وطرحت مشاكل في البداية تتعلق بالوثائق، إذ هناك مغربيات متزوجات بيمنيين، لكن بعد شد وجذب استغرق أياما، تم التواصل إلى حل للمشكل، ووافقت القنصلية المغربية في جدة، حسب المصدر، بمنح تأشيرات دخول للتراب المغربي لأزواج المغربيات وأبنائهم، لكن إثر ذلك طرحت مشكل التكلفة. ويشتكي العالقون من كون القنصلية المغربية تبعث لهم في كل مرة موظفا جديدا للحوار معهم، ويتحجج هؤلاء بتكلفة السفر لتبرير التماطل، إذ طلبوا من الأزواج اليمنيين دفع ثمن الرحلة، في الوقت الذي تحتج العائلات على ذلك، كونها قادمة من أرض تعيش حالة حرب، ولم يتسن لها توفير الإمكانيات المالية اللازمة لدفع تكلفة الرحلة. بعض العائلات تقارن بين الموقف المغربي إبان اندلاع احتجاجات الربيع العربي سنة 2011 في اليمن، حيث بعث المغرب طائرة خاصة إلى صنعاء لنقل مواطنيه، لكن رغم أن الخطر أكبر هذه المرة، بسبب الحرب، فإن الموقف مختلف، إذ لم ترسل أي طائرة لنقل المغاربة العالقين. وأنشأ المغرب، بحسب المصدر، خلية أزمة في دول عمان، المجاورة لليمن شرقا، لكن المواطنين المغاربة تخوفوا من الذهاب إلى هناك، بسبب الخوف من الوقوع في يد تنظيم القاعدة الذي يسيطر على الجزء الشرقي من اليمن على الحدود مع عمان، وفضلوا قطع طريق صعب وملتو، من صنعاء عبر مدينة الحُديدة باليمن، حتى الحدود مع السعودية. وفي الطريق، ذكر المصدر أن قوات عسكرية من الحوثيين، أوقفت الحافلات التي تقلهم، وتعمدت التحقيق معهم وتفتيش حاجياتهم لحوالي ثلاث ساعات متواصلة، أفضت إلى محاولة توقيف مغربيين، بحجة أنهم على صلة مع المتطرفين، لكن احتجاج الوفود المغربية، وبعد مفاوضات مع عسكر جماعة الحوثي، تم إطلاق سراح الجميع. أما عند الحدود السعودية، فقد استغرق التحقيق والتفتيش نحو 12 ساعة، قبل فسح الطريق لهم. أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، قال ل"اليوم24″ إن السلطات "مهتمة بهذا الملف"، و"تعمل على تسويته طبقا للقواعد المعمول بها"، مشيرا إلى أن الدولة "أرسلت الإمكانات" إلى العالقين، و"ستوفر لهم تذكرة الطائرة على غرار ما فعلته مع مغاربة ليبيا وآخرين".