أناط الاجتماع الأول لرؤساء أركان القوات المسلحة بالدول العربية بفريق رفيع المستوى مهمة دراسة الجوانب المتعلقة بموضوع القوة العربية المشتركة، التي اعتمدت القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ قرارا بإنشائها. كما أناط الاجتماع بالفريق الرفيع المستوى، الذي سيعمل تحت إشرافه، بحسب بيان صدر في ختام الاجتماع الذي انعقد اليوم الأربعاء بمقر الجامعة العربية، مهمة دراسة الإجراءات التنفيذية الخاصة بتشكيل هذه القوة وآليات العمل والميزانية المطلوبة لإنشائها، فضلا عن الإطار القانوني اللازم لآليات عملها. وأشار البيان إلى أن رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول العربية، أكدوا خلال الاجتماع على ضرورة العمل الجماعي المشترك لإيجاد حلول عربية لقضايا المنطقة، وعلى أهمية تشكيل القوة العربية المشتركة لتمكين الدول العربية من التعامل بفاعلية مع التحديات الراهنة. وشددوا على ضرورة الاستجابة الفورية لمعالجة الأزمات التي تنشب في المنطقة العربية، بما في ذلك عمليات التدخل السريع، وغيرها من المهام ذات الصلة التي تهدف إلى توظيف هذه القوة لمنع نشوب النزاعات وإدارتها وإيجاد التسويات اللازمة لها، وأيضا كيفية استخدام هذه القوة بما يحفظ استقرار الدول العربية وسلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها. كما استعرض رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول العربية، خلال مداخلاتهم، الأوضاع الراهنة وما تفرضه من تحديات خطيرة على الأمن القومي العربي، خاصة المخاطر المترتبة عن العمليات التي تنفذها المنظمات الإرهابية والرامية إلى تهديد كيان الدولة الوطنية الحديثة وترويع المجتمعات العربية وتهديد الوحدة الوطنية وبث الفرقة والانقسام بين أبناء الأمة الواحدة. وذكر البيان أن المشاركين في هذا الاجتماع شددوا، في هذا الصدد، على ضرورة العمل الجماعي للقضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره بما يضمن الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة، وبما يتوافق مع ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأممالمتحدة. يذكر أن الاجتماع خصص لبحث الإجراءات التنفيذية لإنشاء هذه القوة العربية، وآليات العمل والميزانية المطلوبة لإنشائها وتشكيلها، على أن يتم عرض نتائج أعماله على القادة العرب من خلال لجنة تضم الرئاسة الحالية للقمة العربية (مصر) والسابقة (الكويت) والقادمة (المغرب)، ثم على اجتماع لمجلس الدفاع العربي المشترك لإقرارها. وكانت القمة العربية بشرم الشيخ، التي انعقدت يومي 28 و29 مارس الماضي، قد اعتمدت قرارا بإنشاء "قوة عربية مشتركة"، وكلفت الأمانة العامة للجامعة العربية بالتنسيق مع البلدان العربية من أجل الدعوة إلى اجتماع للجنة رفيعة المستوى من الخبراء العسكريين تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول العربية، خلال شهر من صدور قرار القمة، لدراسة جوانب الموضوع بشأن تشكيل القوة المشتركة. وينص القرار على أن تضطلع هذه القوة بمهام للتدخل العسكري السريع، وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء في الجامعة العربية وسيادتها الوطنية وتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي. يذكر أن الجنرال دوكور دارمي عروببوشعيب عروب، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، شارك في هذا الاجتماع، الذي حضره كذلك الجنرال محمد الرودابي، رئيس المكتب الثاني، والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، وسفير المملكة المغربية بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، محمد سعد العلمي، ومدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بالوزارة، أحمد التازي.