تعيش جماعة تزروت بقيادة بني عروس بإقليم العرائش، منذ الثلاثاء الماضي، حالة استنفار قصوى، بعد انتفاضة غير مسبوقة لمزارعي الكيف، احتجاجا منهم على ما اعتبروه تصرفات مستفزة من طرف قائد بني عروس، متهمين إياه بمداهمة منازلهم، ومصادرة أكياس الأسمدة، وحجز جراراتهم الفلاحية، واستهدافه للفقراء والمزارعين الصغار، واعتماده رفقة عناصر الدرك لسياسة الانتقائية في محاربة زراعة القنب الهندي. وتأجج غضب دواوير جماعة تزروت، بعد حجز القائد ورئيس الدائرة لجرار فلاحي بدوار تكزارت، ما أثار غضب السكان الذين خاضوا، الثلاثاء الماضي، مسيرة احتجاجية غاضبة انطلقت من منطقة بوشوك نحو مقر قيادة بني عروس، الذي طوقه المئات من المحتجين وهم يرددون شعارات من قبيل "محمد السادس ملكنا واحد" و"القايد يمشي بحالو تزروت ماشي ديالو" وهم يحملون الأعلام الوطنية، حيث حاولوا بشكل جماعي دفع الجرار الذي كان موقوفا بمدخل القيادة، في محاولة لرفع الحجز عنه. ورغم مساعي رجال السلطة لامتصاص غضب السكان، حيث اجتمع بمقر القيادة كل من رئيس الدائرة والقائد، بثمانية ممثلين عن الدواوير الغاضبة، بحضور رئيس جماعة تزروت والنائب الأول لجماعة بني عروس، لكن الحلول البديلة وعدم مضايقة الأهالي كانت من أبرز مطالب السكان، ليستمر غضب الأهالي، حيث عمد أكثر من 60 مزارعا طيلة ليلة الخميس/ الجمعة إلى خوض اعتصام بمقر الجماعة القروية تزروت، احتجاجا على محاولة توريط رئيس جماعتهم باتهامه بتحريض السكان على مواجهة السلطات، ما استنفر مصالح الدرك والقوات المساعدة التي حلت بالمنطقة، خوفا من اندلاع أعمال شغب. وبينما أفادت مصادر من تزروت، أنه تم اعتقال رئيس الجماعة، أحمد الوهابي، المنتمي لحزب الأصالة المعاصرة، لاتهامه بالوقوف وراء اندلاع احتجاجات ضد رجال السلطة وتحريض السكان على زراعة القنب الهندي، أكدت مصادر من الدرك، أن المعني عطل هاتفيه الاثنين واختفى عن الأنظار، بعدما تم تبليغه بواسطة استدعاء للحضور لدى سرية الدرك بالعرائش، بأمر من النيابة العامة. ولم يتردد الوهابي في الرد عن الاتهامات التي وجهت إليه، حيث أصدر بيانا للرأي العام، نفى فيه تشجيعه لزراعة القنب الهندي لكونها مجرمة بقوة القانون، وأن جهات سياسية منافسة تفتري عليه وترغب في تسخير الحدث لخدمة أجندتها الانتخابية، وأن مسؤولين يريدون تعليق أخطائهم والاختلالات التي شابت تدبيرهم للحملة وتنفيذهم لعملية محاربة زراعة القنب الهندي".