أتت ألسنة النيران على أكثر من 40 هكتارا من أشجار الزيتون، بتراب جماعة بني عروس بإقليمالعرائش، بعدما اندلعت الشرارة الأولى للحريق الذي وصفته مصادر من المنطقة ب"المهول"، في الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي. حيث لم يتمكن بعض السكان من إخماده، فاستمرت ألسنة النيران في الاندلاع، لتتسع رقعة الحريق الذي تمت السيطرة عليه، مساء أول أمس الثلاثاء، حيث تم إخماده نهائيا. ولم تستبعد مصادر من المنطقة الجبلية، أن يكون الحريق الذي أباد الآلاف من أشجار الزيتون، متعمدا بسبب غضب واستياء السكان القرويين من زراعة تلك الأشجار التي وزعتها السلطات المعنية على الفلاحين في إطار الزراعات البديلة لزراعة القنب الهندي، خصوصا وأن تلك الصنف من الزراعة لا يحقق دخلا ماديا يمكن من محاربة الهشاشة التي يعانيها جل سكان المنطقة، بعدما كانوا في السابق يعتمدون على ما تدره عليهم زراعة القنب الهندي من أموال تقيهم على الأقل شر الفقر والحاجة. وتبقى فرضية إضرام النار لإبادة أشجار الزيتون أمر وارد، حيث أن التحقيقات التي تباشرها مصالح الدرك لم تهمل هذه الفرضية، خصوصا وأن حالات مشابهة وقعت في الماضي بمناطق أخرى بتراب الإقليم، ليشرع الفلاحون فيما بعد في عملية زراعة القنب الهندي عوض الغابات التي كانت ضحية حرائق مهولة، حيث أكدت مصادر من المنطقة أن غضب السكان يتأجج كلما علموا بانتشار زراعة القنب الهندي بعدد من القرى المنتمية لمختلف الجماعات القروية، بالرغم من إعلان عمالة العرائش في وقت سابق، عن "إقليمالعرائش بدون قنب هندي"، ما يشعرهم بالظلم جراء الانتقائية في محاربة زراعة القنب الهندي. وبينما أعلنت عمالة الإقليم، قبل بضع سنوات، أن "إقليمالعرائش بدون قنب هندي" بشكل رسمي، تؤكد مصادر متطابقة انتشار زراعة القنب الهندي بعشرات الحقول المتواجدة بالعديد من الدواوير التابعة لجماعات مختلفة بتراب الإقليم.