بعد الإعلان عن إقليمالعرائش خالياً من زراعة القنب الهندي الكيف، شرعت السلطات المحلية في إعداد برنامج لدعم الزراعات البديلة بالجماعات القروية الواقعة على سفوح جبال الريف ذات المسالك الوعرة. ففي يوم ممطر من أيام شهر يناير الجاري وبإحدى الجماعات القروية الواقعة على بعد حوالي 100 كيلومتر من مدينة العرائش، أعطيت انطلاقة مشروع لدعم الزراعات البديلة وتعزيز الأنشطة المدرة للدخل على صعيد الإقليم لمحاربة الزراعات المحرمة التي نخرت جسم الاقتصاد المحلي. وكان عامل الإقليم من جانبه قد قال إن أبواب العمالة مفتوحة في وجه جميع المواطنين الراغبين في مناقشة مشاكل مناطقهم، وإن السلطات ستدعم أي مواطن تخلى عن زراعة القنب الهندي، ويرغب في تحسين دخله عبر طرق مشروعة. ويهم هذا المشروع غرس قرابة 3000 هكتار، كانت قد أحرقت مزروعات الكيف فيها خلال أشهر الصيف المنصرمة، بأشجار الزيتون والخروب ودعم تربية الماشية، خصوصا الماعز القادر على تحمل وعورة تضاريس المنطقة الجبلية وقساوة المناخ. وبتكامل في العمل بين مختلف المتدخلين، سطر المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للكوس ضمن برنامج تنمية المناطق الجبلية وشبه الجبلية غرس أزيد من 2500 هكتار بأشجار الزيتون من نوع الحوزية المعروف بجودته ومردوديته العاليتين، لتنضاف هذه المساحة إلى زهاء 9000 هكتار مزروعة سلفا بالأشجار نفسها. في هذا الصدد، يقول مسؤول بعمالة العرائش إن استراتيجية عمل المسؤولين بالإقليم أصبحت تنصب أكثر فأكثر على دعم برامج التنمية البشرية وكذا النهوض بالأنشطة المدرة للدخل وفي مقدمتها تعزيز زراعة الأشجار المثمرة. ويضيف أن القضاء على زراعة الكيف بالإقليم كان تحدياً استطاعت السلطات بمساعدة السكان رفعه، مشيرا إلى أنه من الصعب أن تقنع الناس بالتخلي على مصدر رزقهم وإن كانوا يشاطرونك الرأي بضرورة محاربة زراعة المخدرات. وعن سبب اختيار شجر الزيتون، أوضح مسؤول بالمركز الجهوي للاستثمار الفلاحي للكوس أن دراسات وأبحاث أثبتت أن هذا النوع من أشجار الزيتون يلائم تربة هذه المنطقة، ويعطي مردودا أكبر من نظيره في مناطق أخرى. ويروم مشروع المركز الفلاحي توزيع 50 ألف شتلة زيتون على منتجين الإقليم البالغين حالياً 14 ألف و200 منتج، وسيشمل المشروع ثلاث جماعات قروية هي تطفت وبوجديان وسوق الطلبة. مشروع آخر يربط المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي مع جمعيتين لمربي الأغنام والماعز تبلغ كلفته 480 ألف درهم ويهدف إلى إعادة إحصاء وتحديد أصناف الماعز بالمناطق الجبلية، وتنظيم المربين عبر إحداث تجمع وإنشاء وحدة لإنتاج الجبن، وتحسين نسل القطيع والتكوين والتأطير والتتبع في مجال تربية الماعز، وذلك عبر اقتناء500 عنزة و23 فحلاً بكلفة إجمالية تصل إلى مليون و116 ألف درهم، وإنشاء وحدات نموذجية لتربية الماعز.