شدد عامل إقليم تاونات محمد فتال قبل بضعة أيام على عزم السلطات العمومية بالإقليم التصدي بحزم وقوة لزراعة القنب الهندي الكيف على غرار السنوات الماضية، من خلال إتلاف المساحات المزروعة ومتابعة المزارعين والأشخاص الذين يحوزون أو يتاجرون في هذه المادة، وتقديمهم إلى العدالة، مذكراً بالمجهودات المبذولة لمحاربة هذه الزراعة خلال الموسم الفلاحي 2004 2005 من لدن السلطات الإقليمية والمحلية بتعاون مع مختلف المصالح المعنية والمنتخبين، والتي أثمرت عن تقليص نسبة المساحة المزروعة بحوالي 43 % مقارنة مع السنوات الماضية، بفضل تظافر جهود المنتخبين وتفهم السكان والمزراعين أنفسهم للآثار السلبية لهذه الزراعة الممنوعة قانونا . وأوضح المسؤول الإقليمي خلال اجتماع تم يوم 16 يناير الجاري بمقر عمالة تاونات أنه على غرار إقليمالعرائش الذي أعلن هذه السنة دون قنب هندي، فإن التوجه يسير حاليا نحو إعلان إقليم تاونات خاليا من القنب الهندي وذلك من خلال القضاء التدريجي على هذه الزراعة، سواء بواسطة الإتلاف والمحاربة أو عن طريق إعداد برامج ومشاريع لزراعات بديلة من قبل السلطات الإقليمية والمحلية بتعاون مع المصالح المعنية. وتحدث بالمقابل عن تخصيص أزيد من 600 ألف شجيرة، منها 120 ألف شجيرة خروب والتي تندرج ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى 150 ألف شجيرة زيتون في إطار شراكة مع وكالة تنمية أقاليم الشمال لمحاربة زراعة القنب الهندي وإحداث زراعات بديلة. وبالموازاة مع مجهود محاربة النبتة الخبيثة، شرعت السلطات المحلية بتعاون مع المنتخبين والمصالح الأمنية والمصالح الخارجية المعنية في القيام بحملات تحسيسية واسعة النطاق بالمساجد والأسواق الأسبوعية القروية التابعة للجماعات التابعة لدائرتي غفساي وتاونات المحاذيتين لإقليميالحسيمة وشفشاون، لتوعية السكان المعنيين بالآثار السلبية لهذه الزراعة الدخيلة على الإقليم، سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو الصحية والأخلاقية على سكان وشباب المنطقة، وذلك بواسطة استعمال مكبر الصوت وتوزيع منشورات وملصقات حول الآثار السلبية لهذه الزراعة، كما يحمل خطاب التحسيس في طياته أيضا تحذيرا من مغبة الاستمرار في زراعة الكيف. وبالإضافة إلى البرامج المذكورة سلفاً، قررت المديرية الإقليمية للفلاحة برمجة غرس أزيد من 330 ألف شجيرة من أصناف الزيتون واللوز والرمان والتين والخروب والبرقوق بشراكة مع وكالة تنمية أقاليم الشمال، وبرنامج المحافظة على التربة وبرنامج تنمية الأشجار المثمرة في إطار صندوق التنمية القروية وبرنامج ميدا للتنمية القروية المندمجة. وبلغت المساحة المزروعة بالقنب الهندي التي أتلفت في الموسم الفلاحي الماضي أزيد من 2943 هكتارا، منها 2591 بدائرة غفساي و352 هكتارا بدائرة تاونات، كما سخرت إمكانيات مادية وبشرية كبيرة في عملية الإتلاف من وسائل نقل وأفراد القوات العمومية وجرارت وآلات الحصاد ومواد مبيدة، ويقول المسؤولون إن المساحات المزروعة بالكيف ستعرف انخفاضا كبيرا هذه السنة، وذلك بفعل المردودية الجيدة لمادة الزيتون الذي عرف ثمنه ارتفاعا ملموسا، والذي كان له تأثير إيجابي على مستوى تحسين دخل الفلاح والإقبال الكبير الذي تعرفه عملية توزيع الشجيرات.