كشفت مصادر مطلعة أن عدد المبحوث عنهم في زارعة القنب الهندي بإقليم تاونات وصل، خلال السنة الجارية، إلى 1500 مزارع، فيما ألقي القبض على 101 من بينهم متلبسون بعملية حرث الأرض. استعمال آليات برية وجوية لتدمير مزارع القنب الهندي (أ ف ب) وأفادت المصادر ذاتها، "المغربية"، أن اللجنة المختصة بمكافحة زراعة القنب الهندي اعتمدت استراتيجية محكمة للقضاء على هذه النبتة المحظورة، نفذت على مرحلتين، الأولى تمثلت في اتخاذ الإجراءات الوقائية الاستباقية، قبل أو خلال موسم الحرث، بعد إطلاق حملة تحسيسية على نطاق واسع. وذكرت أن هذه المرحلة قادت إلى تقليص المساحة المزروعة بالقنب الهندي إلى 70 في المائة من الأراضي التي لم تزرع، كما أسفرت عن إيقاف 52 مزارعا متلبسين بحرث الأرض. ومكن تفتيش منازل الموقوفين من حجز 7861.72 كلغ من "الكيف" سنابل، و145.027 كلغ من الشيرا، و47.29 كلغ من "الطابا"، و1473 كلغ من بذور "الكيف"، و7400 كلغ من بقايا "الكيف". كما جرى أيضا حجز الأدوات والوسائل المستعملة في زراعة القنب الهندي، ويتعلق الأمر بجرار، و33 من الدواب، و5 فؤوس، و23 محراثا تقليديا. أما في المرحلة الثانية المتمثلة في إتلاف القنب الهندي، التي انطلقت في 15 أبريل الماضي، فعرفت، تبرز المصادر، إتلاف 2032 هكتارا من المساحات المزروعة بهذه النبتة المحظورة، من أصل 2679 من المساحات التقديرية برسم سنة 2009، أي بنسبة اجتثات بلغت 76 في المائة. وأكدت أن من بين هذه المساحات جرى إتلاف 83 هكتارا من طرف المزارعين أنفسهم (الإتلاف الذاتي)، مشيرة إلى أن عدد الأشخاص المعتقلين، خلال هذه المرحلة، وصل إلى 49 مزارعا، في حين بلغت لائحة المبحوث عنهم 1500. وذكرت المصادر أن التنظيم المحكم والجهود المكثفة لمكافحة هذه النبتة المحظورة قادتا إلى تحقيق نتائج غير مسبوقة، مشيرة إلى أنه يمكن اعتبار أن إقليم تاونات خال من القنب الهندي. وسخرت اللجنة المختصة بمكافحة زراعة القنب الهندي طائرات مروحية مختصة في رش المبيدات النباتية جوا لإتلاف مزارع القنب الهندي. ونفذت هذه العملية بعد إجراء دراسة مستفيضة للرش الجوي بالمبيدات مع إعداد مسح مجالي شامل ودقيق للمزارع المستهدفة، وأخذا بعين الاعتبار عامل البعد عن المزروعات الأخرى والأشجار الثمرية والغابوية. واستعملت مبيدات الأعشاب في عمليات الرش، بعد أن حصلت لجان المكافحة على ترخيص وتأشير مسبق من لدن مصلحة وقاية النباتات التابعة لوزارة الفلاحة. وسطرت الجهات المختصة برنامجا مكثفا، خلال السنة الجارية، كشف عنه، أخيرا، في الرباط، حيث ترأس وزير الداخلية، شكيب بنموسى، اجتماعا حول الإجراءات الواجب تفعيلها لبلوغ أهداف 2009، بشأن استئصال وتقليص المساحات المزروعة بالقنب الهندي. يذكر أنه منذ تفعيل الاستراتيجية الوطنية لمحاربة المخدرات، مكنت الجهود المبذولة من قبل السلطات المغربية من التقليص بنسبة55 في المائة من المساحة المزروعة بالقنب الهندي مقارنة مع سنة 2003 . وأثمرت جهود المملكة في مجال مكافحة المخدرات تنويها دوليا، إذ ثمنت المنظمة الدولية لمكافحة المخدرات الحملة المكثفة التي يقوم بها المغرب لمحاربة القنب الهندي، مبرزة انخفاض إنتاج هذه المادة المخدرة، وارتفاع الكميات المحجوزة منها. وأوضحت المنظمة، في تقريرها برسم سنة 2008، أن الكميات المحجوزة من مستخلص القنب الهندي ارتفعت سنة 2007 بشكل ملموس، بفضل الجهود المكثفة التي بذلتها الحكومة المغربية، إذ انتقلت من 89 طنا سنة 2006، إلى 118 طنا سنة 2007، في حين ارتفعت الكمية المحجوزة من عشبة هذه المادة من 60 طنا سنة 2006 إلى 209 أطنان سنة 2007.