كشفت مصادر متطابقة أن اللجنة المختصة بمكافحة زراعة القنب الهندي، سخرت طائرات مروحية مختصة في رش المبيدات النباتية جوا، لإتلاف مزارع القنب الهندي.وأكدت المصادر أن هذا الإجراء جاء لدعم جهود التدخلات البرية، في أفق إعلان شمال إقليم تاونات خال من زراعة القنب الهندي، برسم الموسم الفلاحي الجاري، كما هو الحال بالنسبة إلى أقاليم العرائش، وتطوان، وطنجة، وسيدي قاسم. وذكرت المصادر أن عمليات الإتلاف بواسطة طائرات مروحية، نفذت بعد إجراء دراسة مستفيضة للرش الجوي بالمبيدات مع إعداد مسح مجالي شامل ودقيق للمزارع المستهدفة، وأخذا بعين الاعتبار عامل البعد عن المزروعات الأخرى والأشجار الثمرية والغابوية. وأضافت المصادر أن مبيدات الأعشاب المستعملة في عمليات الرش، اعتمدت بعد أن حصلت لجان المكافحة على ترخيص وتأشير مسبق من لدن مصلحة وقاية النباتات التابعة لوزارة الفلاحة. كما جرى الالتزام أيضا، تشرح المصادر، بالتحليق الجوي للطائرات المسخرة على هذا المستوى، على علو منخفض جدا، لا يتعدى المترين، بهدف تحقيق النتائج المتوخاة، مبرزة أن عمليات التدخل البري المبكرة هذا العام قلصت المساحات المزروعة بحوالي 60 في المائة. وسطرت الجهات المختصة برنامجا مكثفا، خلال السنة الجارية، كشف عنه، أخيرا، في الرباط، حيث ترأس وزير الداخلية، شكيب بنموسى، اجتماعا حول الإجراءات الواجب تفعيلها لبلوغ أهداف 2009، بشأن استئصال وتقليص المساحات المزروعة بالقنب الهندي. يذكر أنه منذ تفعيل الاستراتيجية الوطنية لمحاربة المخدرات، مكنت الجهود المبذولة من قبل السلطات المغربية من التقليص بنسبة 55 في المائة من المساحة المزروعة بالقنب الهندي مقارنة مع سنة 2003. وأثمرت جهود المملكة في مجال مكافحة المخدرات، تنويها دوليا، إذ ثمنت المنظمة الدولية لمكافحة المخدرات الحملة المكثفة التي يقوم بها المغرب لمحاربة القنب الهندي، مبرزة انخفاض إنتاج هذه المادة المخدرة، وارتفاع الكميات المحجوزة منها. وأوضحت المنظمة، في تقريرها برسم سنة 2008، أن الكميات المحجوزة من مستخلص القنب الهندي ارتفعت سنة 2007 بشكل ملموس ، بفضل الجهود المكثفة التي بذلتها الحكومة المغربية، بحيث انتقلت من 89 طنا سنة 2006 إلى 118 طنا سنة 2007، في حين ارتفعت الكمية المحجوزة من عشبة هذه المادة من 60 طنا سنة 2006 إلى 209 أطنان سنة 2007.