إعداد: وداد الملحاف هن شابات ناشطات بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا موقع الفايسبوك، يقمن بين الفينة والأخرى بنشر فيديوهات و«ستاتوهات» وصور للتعبير عن آرائهن فيما يخص تحرير المرأة من العقلية الذكورية بالمغرب، نقطتهن المشتركة مع الحركة النسائية هي خوض معركة من أجل التخلص من ارتداء «عباءة» تجعل من «تاء التأنيث» كائنا مسحوق الكرامة والقيمة لكن قد يختلفن معها أحيانا في الوسيلة والأولويات، « اليوم24» تسلط الأضواء عليهن وتنشر «ستاتوهاتهن» قبل نشرها على صفحاتهن، يعبرن عما يمثله يوم 8 مارس بالنسبة لهن، يقيمن عمل الحركة النسائية، يشخصن وضع نصف المجتمع ويقترحن حلولا للتمكن من كسر قيود تأسر المرأة في قوالب صنعها المجتمع بترسبات التقاليد والعادات وغلو التفاسير لأحكام الدين. سارة سوجار : قضية المرأة هي قضية إنسان ظلمه الفكر المظلم والاستبداد عناوين كثيرة تؤطر هذا العيد الأممي.. معان متعددة تتكرر في كل سنة من تقييم للمكتسبات، ومزايدات في المساواة، وحول تحرر النساء والديمقراطية، وصراع الثروة ومكانة النساء… كلها أسئلة وأجوبة تتردد على مسامعنا كلما حل هذا اليوم ذو الدلالات المتنوعة. وأثناء تقديم الحصيلة نقلص معنى تحرر النساء بين العزل والانصهار، ووضعها أحيانا لقمع الفكر المتحرر، وأحيانا تصفى بها كل الحسابات السياسوية، لكنها تبقى دائما الحد الفاصل بين استمرار الاستبداد بكل مضامينه، أو إعادة إنتاج الاستعباد بمختلف ألوانه، وبين تحقيق مجتمع الديمقراطية. قضية المرأة هي قضية إنسان ظلمه الفكر المظلم والممارسة الاستبدادية التي حكمت العالم لقرون، ما وسع الهوة بين المرأة الإنسان والمرأة الجنس المختلف عن الرجل، لذلك وفي إطار ما يعرفه العالم من إعادة لصياغة القيم نريد أن يعود الدفاع عن المساواة.. الدفاع عن الإنسان المستعبد والمظلوم والمهمش، الذي رغم اختلاف جنسه ولونه ودينه عليه أن يعيش في ظل مجتمع الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية التي تعتبر المدخل الأساسي للتوزيع العادل للثروة، ولتحقيق مطلب المساواة التامة. 8 مارس ليس عيدا خاصا بالنساء، بل هو دعوة إلى تحرر كل أفراد المجتمع. المساواة قضية مجتمعية على كل القوى المؤمنة بالديمقراطية أن تنخرط في الدفاع عنها لأنها الحصن المنيع والضامن لإرساء أرضية لاحترام كل الحقوق في مجتمع الكرامة. * ناشطة يسارية هاجر أمالك :لم نتخلص بعد من النظرة التشييئية للمرأة مع أن المغرب متقدم من ناحية المكانة التي تحتلها المرأة في المجتمع مقارنة بدول المنطقة، باستثناء تونس، إلا أن وضعية المرأة لم تصل إلى المستوى المنشود بعد. فمن جهة، لم نتخلص بعد من النظرة التشييئية التي تصور المرأة كجسد أو كوردة أو كحلوى يجب إحاطتها وتغطيتها بالكامل كي لا تثير الآخر -الرجل- ومن جهة أخرى، مازالت تعتبر قاصرة عند بعض الفئات من المجتمع، ولا بد من ولي أمر يقوم بكل الأمور نيابة عنها حتى تصبح عالة على المجتمع. وأحيانا حتى إن وصلت إلى مناصب عليا فإنها تعتبر مكملة للآخر! الناقصة دوما إن لم يرتبط اسمها باسم رجل. * طالبة جامعية سهام فضل الله: 8 مارس تنتهي صلاحيته مع غروب شمسه كلما أطل علينا الثامن من مارس، أعيد شريط الحديث عن المرأة في يوم قيل إنه بصيغة المؤنث، لكني لا أراه يوما للاحتفال بقدر ما أراه يوما للنضال. فالمرأة أكبر من ثامن مارس.. المرأة هي كل يوم، إلا أنه ما يحز في نفسي هو اختزال هذا اليوم المؤنث للحديث على النساء اللائي وجدن أمامهن بساطا أحمر، وتقديمهن كبطلات في الوقت الذي تقع في الظلام قصص بطولية حقيقية في ذلك المغرب المنسي، حيث النساء حطمن الأرقام القياسية في المناصفة، لا بل تعدينها حتى نسين أنوثتهن. نساء مازلن في القرن الواحد والعشرون تولد أحلامهن على عتبات المستشفيات، ويحملن على نعش الأموات، لا ذنب سوى أنهن أردن أن يقدمن لهذا البلد سواعد فتية. الثامن من مارس ببساطة تنتهي صلاحيته مع غروب شمسه. * طالبة بسلك الماستر حسناء الزياني: الطقوس الاحتفالية ل8 مارس مناسبة مهمة للتقييم تبقى الطقوس الاحتفالية لتخليد اليوم العالمي للمرأة، سواء بالتأييد أو بالاحتجاج، مناسبة مهمة للوقوف على الإنجازات النسائية، وقياس حجم المجهودات التي بذلتها النساء في سبيل نيل مطالبهن المشروعة، والدفع في اتجاه رفع الظلم والحيف المسلط عليهن بمختلف بقاع العالم، ويمكن اعتبار اليوم العالمي للمرأة مناسبة أيضاً لإسماع صوت النساء، وفرصة لتوحيد كلمة النساء، وإبراز مواطن القوة التي تحركهن للمطالبة بحقوقهن السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والإنسانية عموما، خاصة أن فئات واسعة من النساء، على امتداد أرض الوطن، يعشن تحت سياط العنف والضرب والاغتصاب والتشويه والاعتداءات مختلفة الأشكال والأنواع، النفسية والجسدية. فبالرغم من مصادقة المغرب على اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة والفصل 19 من دستور الذي نص صراحة على المساواة التامة، إلا أن هذه القوانين لا تطبق في شموليتها، وتبقى حقوق المرأة عرضةً للانتهاك وبشكل يومي، ما يجعلها تحت رحمة قوانين جائرة وسياسات تتسم بالتمييز، ما يخلق أجواء يسهل في ظلها قمع النساء والاعتداء عليهن. فقضية المرأة قضية مجتمعية مرتبطة بشكل عضوي بالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فلا ديمقراطية مع بقاء أزيد من نصف المجتمع خارج الحق في المساواة والمواطنة. * طالبة جامعية سميرة أقبلي: تحسين وضع المرأة في المغرب يستلزم ثورة ثقافية وحقوقية مع اقتراب الثامن من مارس، تعالت أصوات نسائية تحتفي بهذه الذكرى، وبالخطوات التي قطعتها المرأة المغربية، وتشير إلى التحديات والمعيقات التي مازالت تعترض الإدماج الحقيقي لنصف المجتمع في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد، والتنزيل الحقيقي للدستور في ما يتعلق بالمناصفة، وشطب كل القوانين التمييزية التي يحفل بها القانون المغربي، والتي تعتبر المرأة مواطنا من الدرجة الثانية، وملحقة للرجل… إن تحسين وضع المرأة في المغرب يستلزم ثورة ثقافية وحقوقية حقيقية تتجاوز صرخات الألم والمظاهرات الاستعراضية التي تكثر كلما اقترب موعد اليوم العالمي للمرأة وتخفت بعدها بسرعة. * أستاذة في التعليم التأهيلي الثانوي سمية المعتصم:المرأة قضية يومية لفرض الذات أرفض عادة المقاربة المناسباتية للحديث عن المرأة لاجترار الخطابات المشروخة نفسها التي تخدم أنا المتحدث وحساباته أكثر مما تخدمها. المرأة قضية يومية لفرض الذات في البيت والشارع والعمل.. نضال مستمر ضد التخلف والتهميش والهيمنة. إنه نضال من أجل طريق معبد وبنية تحتية آمنة، مدرسة ذات نظام تعليمي جيد، مستشفى مجهز تحفظ فيه الكرامة، سوق شغل يضمن حقوقها كعاملة أو نقابية أو ربة عمل، ومجالس محلية ومؤسسات تشريعية قوية قادرة على تغيير القوانين التي فيها تمييز ويحترم فيها صوتها كمنتخبة، ونضال لإعادة قراءة التراث الديني بشكل جريء ومنصف للمرأة. أعتبر أن النضال من أجل أن تكتسح المرأة العمل الميداني، الجمعوي والحزبي أساسا، من القاعدة للوصول إلى القمة وأن تنتزع ذلك انتزاعا، ليس معركة من أجل ريع أو كوطا أو اقتسام مناصب، بل هو نضال طويل ولكنه جذري لتحقيق تكافؤ الفرص بين المواطنين دون اعتبار للجنس أو الأصل الاجتماعي أو الطبقي. * مهندسة وناشطة بحركة أنفاس ديمقراطية حليمة لخديم: حتى الورد لا يعمل بمبدأ المساواة يحصل مع ذاكرتنا الجمعية طويلة الأمد أن تنتعش يوما في السنة، فتتذكر في دفء الندوات المصنفة 5 نجوم والحفلات الصالونية الفيمنستية والوقفات الأنيقة أن هنالك نساء بالجبل حملن فوق ظهورهن الحطب وقاومن صقيع الثلج ومازلن، وعاملات شمرن على سواعدهن رافعات شعار (we can do it) بحركة استعراضات الأجسام القوية، وكادحات يعلن أسرهن ولم يسمعن يوما بالمساواة مفهوما إلا فقها تراثيا دارجا ربما، كما يحصل كذلك أن هذه الذاكرة الجمعية تتناسى، لأربع وعشرين ساعة أو أقل، واقعا بطريركيا ممتدا في الزمن.. إنه ثقيل، سميك، مأزوم، ومتكرر. نتذكر بالورود نساء المجال الحضري الفئوي ونتجاهل نساء المجال الصفيحي والقروي.. حتى الورد لا يعمل بمبدأ المساواة بين الجنس الواحد فكيف بين الجنسين! فبقدر ما تنتظر فئة قليلة من الفمنستات عيد المرأة، أنتظر أنا وفئة عريضة من النساء البسيطات عيد «عايشور»، التعبير الأصدق لما يمكن تسميته بالمساواة بين الجنسين، فقط لأن المضمر يقول: «بابا عايشور ما علينا لحكام آلالة.. عيد الميلود يحكموه رجال آلالة». * طالبة جامعية في علم الاجتماع إيمان اليعقوبي: يجب تجاوز النقاش الإيديولوجي حول المرأة قضية المرأة يجب أن تتجاوز النقاش الموسمي المرتبط بأعياد عالمية أو تظاهرات دولية، والنقاش الإيديولوجي الذي يحولها إلى مادة للنقاش فقط والتداول المعرفي، ليتحول إلى نقاش حول إنسانية المرأة وكرامتها في ظل ما نعيشه من تحولات اجتماعية وثقافية. بشكل عام، يجب أن يكون هناك إجماع واتفاق بين مختلف الفاعلين حول قضايا المرأة. * عضو شبيبة العدالة والتنمية