اليوم ثامن مارس، عيد المرأة العالمي... هي لحظة ليس فقط لتجديد التهنئة لكل النساء بمناسبة يومهن الكوني، وليس فقط لتجديد التأييد لنضالاتهن ومطالبهن المرتبطة بالمساواة والحرية والكرامة وحقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالميا، وإنما المناسبة تحتم التأكيد على محورية قضية النساء والمساواة في منظومة القيم المؤسسة للمشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي. الحداثة هي بلا معنى في غياب المساواة بين الجنسين، والديمقراطية لا يمكن أن تكون من دون تمكين المرأة من كافة حقوقها، ولا وجود لتقدم في أي مجتمع يقوم على التمييز في حق النساء... إذن، فمساندة النساء في المعركة من أجل المساواة هي الفاصل دائما بين المدافعين عن الديمقراطية والحداثة والتقدم والمناهضين لها. وفي هذه الصحيفة، وانسجاما مع المدرسة السياسية والفكرية التي تنتمي إليها، اخترنا اصطفافنا مذ كنا انطلاقا من هذه القناعة المبدئية، ولهذا نعود في كل مناسبة للتذكير بهذه المواقف المبدئية الثابتة بخصوص قضايا النساء ومطالبهن العادلة والمشروعة في المساواة والكرامة والتقدم والمناصفة الفعلية، وأيضا لتجديد الالتزام النضالي بمواصلة الحضور والفعل إلى جانب مختلف القوى التقدمية والحركات النسائية والحقوقية من أجل التمكين الفعلي للمرأة المغربية على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والسياسية والثقافية... وفي صلب المعركة من أجل المساواة، نشدد اليوم أيضا على أهمية تعبئة كل الجهود لمحاربة العنف والتمييز في حق النساء، وهو نضال يخوضه اليوم كل الديمقراطيين عبر العالم، وترعى الأممالمتحدة أنشطة وفعاليات بهذا الخصوص هذه الأيام في نيويورك، ويجب أن نجعل نحن في المغرب ذلك اليوم عنوانا لنضالنا الجماعي من أجل حقوق النساء وكرامتهن، أي أن نتحد كلنا ضد العنف والتمييز المسلطين على المرأة. لقد حققت المرأة المغربية من خلال نضالات القوى الديمقراطية والحركات النسائية والجمعيات الحقوقية عددا من المكتسبات في المجالات القانونية والسياسية، لكن اختلالات أخرى لازالت موجودة بالفعل، وأيضا كثير تجليات قصور، وذلك ما يجعل المعركة مستمرة، ويتعين تعبئة كل الجهود من أجل إعمال مقاربة شمولية للحد من العنف ضد النساء، وبالتالي لجعل الدينامية السياسية والمؤسساتية التي شهدتها بلادنا تفرز واقعا مختلفا لفائدة الرجال والنساء معا، ويكرس الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان. تحية لنساء وطني، ولكل نساء العالم في يومهن النضالي الكوني هذا.