مثل في حالة اعتقال أحد الباعة المتجولين الأفارقة بممر الأمير مولاي رشيد بساحة جامع الفنا،صباح يومه الأحد،أمام النيابة العامة بابتدائية مراكش،بتهمة"إهانة موظفين عموميين ورجال القوة العمومية أثناء قيامهم بوظيفتهم" ،بعد أن تم اعتقاله إثر الأحداث التي عرفها ممر"البرانس" يوم الجمعة المنصرم، عندما حاول أفراد من القوات المساعدة إخلاءه من الباعة المتجولين،قبل أن ينتفض العشرات من الباعة الأفارقة بالممر ويدخلوا معهم في مواجهات،حيث أمسك البائع المتجول الإفريقي بتلابيب أحد عناصر القوات المساعدة وأحكم الخناق عليه،قبل أن يسقط هذا الأخير مغمى عليه ويتم نقله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى العسكري. ولم تقف الأمور عند هذا الحد،فقد عرفت منحى خطيرا بعد أن تم اعتقال البائع الإفريقي وتم إيداعه بمقر الملحقة الإدارية لساحة جامع الفنا،حيث تجمهر العشرات من الباعة المتجولين الأفارقة أمام الملحقة وحاولوا اقتحامها،مطالبين بالإطلاق الفوري لسراح البائع المعتقل،ومنددين بما يعتبرونه"معاملة دونية يتعرّضون لها من طرف القوات العمومية مقارنة مع نظرائهم المغاربة". عملية إخلاء ممر"البرانس"من الباعة المتجولين أظهرت ارتباكا وغيابا للتنسيق بين القوات المساعدة وعناصر الأمن الوطني،التي لم تتدخل لفك الحصار الذي ضربه المحتجون الأفارقة لساعات طويلة على مقر الملحقة الإدارية،و التي لا تبعد سوى بخطوات معدودة على مقر الدائرة الأمنية الخامسة بساحة جامع الفنا. وبعد ساعات من الانتظار، حلّ أفراد من الشرطة وتمكنوا من فض الاعتصام أمام الملحقة، وتم نقل التاجر الإفريقي المتجول إلى مقر الدائرة الأمنية الخامسة، حيث تم الاستماع إليه قبل إحالته على النيابة العامة بابتدائية مراكش.كما حل محمد فوزي،والي جهة مراكش،بالممر والملحقة ساعات قليلة بعد فك الحصار المضروب عليها. وقد أعادت المواجهات الأخيرة إلى الأذهان شبح الأحداث التي كان ممر الأمير مسرحا لها ليلة الثالث من شهر يونيو من السنة المنصرمة،حين تحول نزاع بسيط بين بائعين متجولين،أحدهما إفريقي والآخر من حي سيدي يوسف بنعلي،إلى مواجهات عنيفة بين بعض الباعة المتجولين المحليين والأفارقة استعملت فيها كلاب البيتبول والأسلحة البيضاء،في غياب شبه تام للقوات الأمنية التي اكتفت بمعاينة المواجهات في آخر أنفاسها.