مراكش : المسائية العربية شهدت ساحة جامع الفنا والأسواق المحيطة بها منذ الساعات الأولى من صباح يوم السبت إنزالا أمنيا غير مسبوق وذلك لتحرير هذه الاسواق والفضاءات من الباعة المتجولين الذين تناسلوا واستأسدوا إلى درجة عرقلة حركة المرور ، والدفع بأصحاب المحلات التجارية إلى الإفلاس والكساد التام. وذكر شهود عيان أن عناصر أمنية من الدائرتين الرابعة والخامسة بمعية عناصر من الشرطة القضائية والسيمي ، إلى جانب السلطات المحلية وعلى رأسهم قائد ملحقة جامع الفنا وخليفته وأعوان السلطة معززين بالقوات المساعدة طالبوا أصحاب المتاجر باحترام الأمتار المسموح بها خارج محلاتهم التجارية، كما منعوا الباعة المتجولين من ممارسة نشاطهم اليومي، هذه الحملة وجدت ارتياحا كبيرا لدى التجار والساكنة، ونجحت في امتصاص غضب التجار الذين سبق أن عبروا عن استئاهم من الفوضى التي أصبحت عليها الأسواق المحيطة بساحة جامع الفنا وعلى الخصوص ممر مولاي رشيد ، السمارين، باب فتوح، درب ضباشي والقنارية...كما ترجموا احتجاجهم بعرائض استنكارية وبيانات تنديدية، و وقفات احتجاجية ، وهددوا بمسيرة جماعية إلى الرباط، وإغلاق جماعي للمحلات التجارية مع رفع شعارات ولافتات تطالب برحيل بعض المسؤولين الذين تلكؤوا في اتخاذ القرارات الجريئة من أجل تخليص الأزقة والممرات والاسواق من الباعة المتجولين، وأكدت مصادر المسائية أن لقاء غير رسمي، تم بين المسؤولين وممثلي التجار والمهنيين، وتم خلاله مناقشة بعض المشاكل والإكراهات التي تواجه الطرفين، والتفكير في الصيغ الممكنة والتي من شأنها أن تعالج الخلل الحاصل في إطار قانوني، حيث يلتزم التجار باحترام المساحة القانونية المرخص لهم بها للعرض في واجهة محلاتهم التجارية، ولا يسمح لأي كان باستغلال الملك العمومي خارج القانون. وكرد فعل، أكدت مصادر المسائية العربية أن مجموعة من الباعة المتجولين نظموا مساء يوم السبت وقفة احتجاجية رفعوا خلالها شعارات منددة بحرمانهم من قوتهم اليومي، رافعين شعارات من قبيل: " اسوا اليوم ، سوى غدا، الكولية ولا بد"، الشيء الذي يعني أن تخليص الشارع من الباعة المتجولين لا يتطلب حملة موسمية بقدر ما يتطلب المراقبة بشكل دائم ومستمر، وبالتالي ضرورة التفكير في إيجاد حلول ممكنة لهؤلاء حفاظا على كرامتهم وصونا لمورد رزقهم، على اعتبار أن المقاربة الأمنية وحدها لم تكن ناجعة في معالجة أوضاع تم التغاضي عنها لشهور عديدة وسنوات طوال، حتى إذا ما استشرت واستفحلت لجأنا إلى القوة من أجل اجتثاتها وقمع كل من رفض الانصياع للاوامر الفوقية. تصوير : الطرومبتي فتح الله