مراكش : المسائية العربية خرجت الجمعيات المهنية للتجار وأصحاب المحلات التجارية بممر المولى رشيد المعروف بممر البرانس والأسواق المحيطة بساحة جامع الفنا بمراكش أخيرا من دائرة الصمت والتردد وانتظار تحرك ملموس للسلطات المحلية للتجاوب مع شكاياتهم، وهددوا بمسيرة احتجاجية من مراكش إلى الرباط في غضون سبعة أيام إن استمر الحال على ما هو عليه، إلى جانب خطوات تصعيدية في إطار ما يخوله القانون سيعلن عنها لاحقا و دعا ممثلو الجمعيات المذكورة زوال يوم الجمعة 25 ماي الجاري كافة التجار في لقاء تواصلي نظم بسينما مبروكة إلى المزيد من اليقظة والتضامن من أجل رد الاعتبار للتاجر والمهني بشتى اشكال الطرق النضالية المشروعة، والقانونية إذا ما استمر الحال على ما هو عليه. والانكباب على تدارس مجموعة من المشاكل المتراكمة التي تهدد تجارتهم وتدفع بمعظمهم إلى الإفلاس. وتجدر الإشارة إلى أن الحضور كان وازنا، حيث غصت قاعة سينما مبروكة عن آخرها بالتجار والمهنيين، كما ساهم التنظيم الجيد في إنجاح الأشغال وتبادل المعلومات والأفكار والوقوف على العديد من الاختلالات التي يمكن اعتبارها عاملا اساسيا في تأزيم وضعية التجار وفي التأثير على النشاط السياحي بساحة جامع الفنا والفضاءات المحيطة بها. ومن أبرز هذه المشاكل : تزايد "الفراشة" على اختلاف معروضاتهم بإيعاز من بعض الجهات المسؤولة بالساحة، مما ساهم في الفوضى والتسيب والعشوائية، وأدى إلى الكساد وتراجع مبيعات التجار الذين يؤدون مجموعة من الرسوم الضريبية، ويتحملون مصاريف مختلفة من كراء وماء وكهرباء وأجور المستخدمين وغيرها من التحملات والأعباء المادية التي يستثنى منها " الفراشة " وفي هذا الإطار أشار محمد أيت المطاعي، رئيس جمعية تجار سوق البهجة بساحة جامع الفنا، ورئيس جمعية الصفوة لحماية السائح والدفاع عن حقوق التجار والمهنيين خلال سرده لمشاكل التجار والساحة أن الساحة والفضاءات المحيطة بها ابتليت ب"دينصورات" يعرفها الجميع، تجارا وسلطات، تغرق الأسواق بالبضائع، و تروج مبالغ خيالية مستغلة الأطفال القاصرين وفقر بعض الشباب العاطل، فتستفيد من احتلالها للملك العام وتهربها من الضرائب، والاستفادة من الإنارة العمومية، وإغلاق الممرات، ومحاصرة التجار وترهيبهم، والمساهمة في تخريب الاقتصاد الوطني ، وإشاعة الفوضى والتسيب والانحلال الخلقي. كما عبر عن استغراب التجار من السلوكات المشينة لبعض عناصر القوات المساعدة العاملة في الساحة والتي تخلت عن مسؤولياتها الأخلاقية وتمادت في نسج علاقات مشبوهة بالفراشة، ورغم الشكايات المتكررة، فقد تغيرت الوجوه ولم تتغير السلوكات المبنية على الإثاوات، وأضاف المطاعي أن الحديث يروج اليوم على أن مجموعة من الأسواق أصبحت تباع وتشترى إلا أنه يعوزه الدليل لتصديق أو تفنيد هذا الادعاء، مطالبا الجهات المسؤولة باتخاذ الإجراءات اللازمة للقطع مع الرشوة ومحاسبة كل من ثبت تورطه في إغراق ساحة جامع الفنا والفضاءات المحيطة بها بالباعة المتجولين، من جهته اكد البكراتي رئيس جمعية تجار درب ضباشي ان مشاكل الساحة لا تتوقف عند الباعة المتجولين، إذ ينضاف إليها استفحال ظاهرة السرقة بالنشل والتربص بالسياح، وأضاف أن حيازة السلاح من طرف مجموعة من اللصوص الذين يعترضون سبيل السياح والمارة في واضحة النهار وبالليل اصبحت شبه عادية بسبب تكرار العمليات، وناشد الجهات الأمنية بعدم التساهل في مواجهة الظاهرة غير المسبوقة والكارثية حسب تعبير البكراتي، والضرب على يد المتهاونين والمستغلين للساحة والاسواق المحيطة بها للكسب غير المشروع. ووقف الحاج حجيلي رئيس جمعية تجار السمارين عن استفحال ظاهرة التسول واتخاذها من طرف البعض حرفة تذر عليه مبالغ طائلة بين 1500 و 1800 درهم يوميا، ولكسب الاستعطاف وضمان الزيادة في المدخول يلجأ هؤلاء إلى حيل كطلاء الرجل أو جزء من الجسم بمواد تمويهية تعطي الانطباع للسائح وزائر المغرب أن هذه الشريحة تعاني من الفقر المذقع والاهمال، و انعدام العناية الصحية والأدوية الناجعة. هذا وطالبت الجمعيات المهنية المنظمة للقاء التواصلي المذكور في بيان وزع على وسائل الاعلام الحاضرة بضرورة تنزيل وتطبيق مبادئ الدستور من خلال فتح تحقيق نزيه وشفاف بخصوص الجهات المسؤولة عن المؤامرة الكارثية التي تعيشها ساحة جامع الفنا، وتفعيل مبدأ الحكامة بخصوص القرارات الصادرة من المجلس الجماعي التي لها صيغة سياسية وتخدم مصالح انتخابية في الظرف الراهن، وضرورة توفير الأمن الكافي مع التصدي لكل أشكال الفوضى والتسيب التي تعيشها الساحة والفضاءات المحيطة بها. وانتهى اللقاء التواصلي بانسحاب التجار في مسيرة انطلقت من السينما في اتجاه الفضاء المقابل لمقر الشرطة السياحية ومقر السلطة المحلية بالملحقة الادارية جامع الفنا، حيث قرئ البيان على الحضور ، والتمسوا الاستجابة لمطالبهم المشروعة خلال المدة التي وضعوها قبل انطلاق المسيرة القادمة إلى الرباط.